المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

سبيل السلطان قايتباي بالقدس الشريف

 

سبيل السلطان قايتباي بالقدس الشريف (887ھ/ 1482م(

 

         كانت الإمبراطورية المصرية في عهد دولتي المماليك البحرية والجراكسة تمتد امتدادا كبير حتى إن إمبراطورياتها كانت تشمل الشام (فلسطين والأردن ولبنان وسوريا حاليا)، بل وأجزاء من جنوب الأناضول (تركيا حاليا)، حيث إن القاهرة كانت عاصمة لكل هده البلاد، وقد امتدت آثار المماليك خارج مصر ووصلت إلى الشام ومنها الأثر الذي سوف نتحدث عليه اليوم وهو سبيل السطان قايتباي بالقدس المبارك.

 

         ويعد السلطان قايتباي (منشئ هذا السبيل) هو أحد أهم سلاطين دولة المماليك الجراكسة وأكثرهم اهتماما بالعمارة حيث لا يكاد يخلو قطر من الأقطار الإسلامية إلا ويوجد به منشأة أو أثر لهذا السلطان، الذي امتازت مبانيه بالرشاقة والجمال.

 

         تاريخ السبيل: وأول من بنى هذا السبيل هو السلطان المملوكي الجركسي إينال (1453-1461م)، ويشير النقش إلى أنه تم إعادة بناء السبيل في عهد السلطان قايتباي (1482م)، ووفقا للنقش أيضا فقد تم ترميمه على يدي السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1883م.(

 

         موقع السبيل: ويقع سبيل السلطان قايتباي بالقدس في الساحة الغربية للمسجد الأقصى مقابل باب المطهرة وبالقرب من سبيل قاسم باشا، بينه وبين الطرف الغربي لصحن الصخرة، وقد بنيَّ فوق الطرف الشمالي الغربي لمصطبة قايتباي، ويوجد أسفل هذا السبيل بئر مياه أرضي ضخم يعمل على تزويد السبيل بالمياه، ويقال عنه أنه كان مقرا لبوابة أثرية.

 

         عمارة السبيل: وتتجلى بهذا السبيل الرائع كل العناصر المعمارية التي كانت سائدة في دولة المماليك الجراكسة بالقاهرة في أبهى صورها، هذا العصر الذي يعد العصر الماسي للعمارة الإسلامية في مصر، ولا سيما عمائر السلطان قايتباي والتي تمتاز بالرقة والرشاقة.

 

         وقد بني هذا السبيل بالكامل من الحجر، ويتكون مسقطه من غرفة بسيطة تأخذ مسقطها الشكل المربع، ويعلوه قبة حجرية رائعة تزدان بزخارف منقوشة تمثل زخرفة التوريق (الأرابسك)، وواجهات السبيل الحجرية مبنية وفق نظام المشه )على غرار العمائر المملوكية بالقاهرة) حيث التأثير اللوني المتبادل لمداميك (صفوف) البناء وفق اللونين الأحمر والأصفر.

 

         ويطل سبيل قايتباي بالقدس على الخارج من خلال واجهاته الشمالية والغربية والجنوبية من خلال شباك التسبيل الكبير والمستطيل والذي يتوسط كل واجهة من هذه الواجهات وعليه مصبعات حديدية، ويعلو كل شباك عتب مستطيل من صنجات معشقة عبارة عن حليات نباتية مقعرة وفق نظام المشهر بتناوب اللونين الأحمر والأصفر، ويحدد هيئة كل شباك جفت لاعب من ميمات مستديرة، ويوجد أسفل كل شباك من الخارج لوحة تقوم على أربعة كوابيل. ويتوصل إلى كل شباك عن طريق سلم من أربع درجات، ويشغل كل زاويا من زوايا السبيل الأربع عمود ركن (ناصية) مدمج جميل بكل زاوية من تاج مقرنص، ويشغل بدن كل عمود زخارف منقوشة، ويتصدر كل واجهة شريط عبارة عن نقش كتابي يحدد هيئته جفت لاعب من ميمات مستديرة، وقد أظهر المعمار مناطق الانتقال إلى القبة من الخارج على شكل مثلثات هرمية بارزة تشغل كل ركن من أركان القبة الأربعة، ويتوسط كل وجه من أوجه رقبة القبة من الخارج نافذة عبارة عن قمرية مطولة معقودة بعقد نصف دائري، ويتوصل إلى داخل السبيل من خلال مدخل بواجهته الشرقية، ويبلغ ارتفاع المنشأة بالكامل (13م.(

 

ووفقا لبورغين فإن عمارة هذا السبيل حاليا هي العمارة الأصلية منذ عهد السلطان قايتباي على الرغم من الترميمات التي حدثت عليه في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ولكن لا يعرف شيء عن العمارة الأولى لهذا السبيل في عهد السلطان إينال، ولا يزال هذا السبيل عامر حتى الآن ويستفاد المصليين من مياهه عن طريق عشرة صنابير، ومصدر المياه اليوم هي المياه القادمة من السمج الأقصى من بلدية مدينة القدس.

 

أغلب هذا المقال من وصف الكاتب للمنشأة ولكنه استعان أيضًا بمرجعين هما

- 1علي قليبو، المعالم المعمارية في القدس المملوكية، نقله إلى العربية/ عبد الرحمن هاشم، إصدار برنامج القدس لإعمار البلديات القديمة، مؤسسة التعاون، 2019

 2- https://ar.wikipedia.org

 

 





































 

 الصور من موقع

 https://ar.wikipedia.org

https://commons.wikimedia.org


 

 

 

 

 

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90