المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

الدرقاعة في العمارة الإسلامية

 

الدرقاعة في العمارة الإسلامية

   

درقاعة مدرسة السلطان قايتباى بصحراء المماليك
درقاعة مدرسة السلطان قايتباى بصحراء المماليك


 تعد الدرقاعة أحد أهم عناصر العمارة الإسلامية، حيث إنها تلعب دوراً أساسيا في تخطيط المنشأة، فهي كالقلب بالنسبة للمبنى، فضلاً عما تحتويه من عناصر معمارية وزخرفية سواء في أسقفها أو في أرضياتها، وفيما يلي تعريف للدرقاعة وتحليل لعناصرها، وتتبع لأهم نماذجها:

 

تعريف الدرقاعة:

   الدرقاعة Durqac لغويا مصطلح فارسي عربي مركب من مقطعين أحدهما "در" بالفارسية بفتح الدال وسكون الراء بمعنى باب أو مدخل أو مزلاج أو قفل، والآخر "قاعة" بالعربية، والقاعة- جمع قاعات- هي الساحة في وسط الدار، والمكان الفسيح الذي يتسع لجمع فسيح من الناس كقاعة المحاضرات ونحوها.

  وأما من الناحية الآثرية فالدرقاعة هي القسم المنخفض بين الإيوانين أو أربعة أواووين سواء كان في الدار العربي أو العمائر الدينية كالجامع أو الخانقاة بحيث تكون بديلة للصحن المكشوف، وهي ساحة مربعة بها أحيانا فسقية أو أرضية مفروشة بالرخام.

 

عناصر الدرقاعة:

   -الأرضية: 

وتتميز الدرقاعة بأن أرضيتها منخفظة عن أرضية الأواوين المحيطة بها بما يقرب من 20سم، أو ما يعادل درجة سلم، وتفرش عادة بالرخام الخردة الدقيقة الملونة ذات الأشكال النباتية والهندسية أو ببلاطات من الحجر الجيري، ومن خلال أرضية هذه الدرقاعة يمكن الوصول ألى كل أجزاء المبنى.

  - السقف:

كانت الدرقاعة غالبا تغطى بسقف خشبي مسطح أو شخشيخة خشبية مثمنة (فانوس) بحيث يكون هذا السقف أعلى من كل سقوف المبنى، وذلك لحماية المصليين من المطر وغيره، وأحيانا ما كانت سماوية بغير سقف.

 

الدرقاعة عنصر أساسي في العمارة الدينية الإسلامية بمصر:

   ويلاحظ أن الدرقاعات ظهرت بكثرة كعنصر أساسي في العمارة الإسلامية في مصر، في عصر دولة المماليك الجراكسة (البرجية)، وبالأخص في عمارة المدارس وخصوصاً المتأخرة منها، وربما كان الدافع في ذلك هو صغر حجم هذه المدارس إما لعدم توفر الأرض الكافية أو المال اللازم لأقامة منشأة ضخمة، فحلت الدرقاعة محل الصحن الفسيح الذي كان يتوسط المساجد والمدارس.

   وقد ظهرت الدرقاعة في عمائر العصر المملوكي الجركسي في عدد من النماذج لعل من أبرزها على شكل طرقة منخفضة (مجاز) في خانقاة الأشرف برسباي بالقرافة الشرقية (835ھ/ 1432م) ، وظهرت كذلك بمدرسة القاضي زين الدين يحيى بشارع بورسعيد (الخليج المصري) عند تقاطعه مع شارع الأزهر (848ھ/ 1444م) أثر رقم (182) بحيث يغطيها شخيخة خشبية (فانوس).

   ولعل أحد أجمل نماذج الدرقاعة في العمارة الإسلامية بشكل عام، وفي عمارة العصر المملوكي الجركسي بشكل خاص، ما ظهر في مدرسة السلطان قايتباي بالقرافة الشرقية (877- 879ھ/ 1472- 1474م) –أثر رقم (99)- حيث يتوسط المدرسة درقاعة مربعة تنخفض أرضيتها عن باقي الأواووين، وقد فرشت أرضيتها بأشكال هندسية مستطيلة ومربعة ودائرية، ويسقف هذه الدرقاعة سقف خشبي مجلد بالذهب واللازورد تتوسطه شخشيخة فتح بكل ضلع من أضلاعها الثمانية ثلاث نوافذ، وقد ورد ذكر هذه الدرقاعة في حجة وقف السلطان الأشرف قايتباي حيث تصف هذه المدرسة فتقول "يشتمل على أربعة أواوين بينها دورقاعة".

   ويلاحظ استمرار ظهور عنصر الدرقاعة في عمائر القاهرة الدينية في العصر العثماني، وذلك في المنشآت ذات الطراز المحلي الموروث، حيث ظهرت على شكل طرقة منخفضة (مجاز) يفصل بين الإيوانين، وذلك في جامع المحمودية بالرميلة في ميدان صلاح الدين (975ھ/ 1567م).

   وظهرت كذلك بجامع البرديني بالداوودية (1025- 1038ھ/ 1616- 1629م) – أثر رقم (201)- بحيث تكون عبارة عن مساحة مستطيلة تنخفض أرضيتها عن أرضية الإيوان والسدلة، بالضلع الجنوبي الغربي منها شباك، وبضلعها الشرقي باب يؤدي إالى سلم أسفل الجامع.

 

   وفي ختام هذا المقال أرجو أن أكون أحسنت في التعريف والتحليل ولو بقليل عن هذا العنصر المهم في العمارة الإسلامية.

 

المراجع:

1-   حسن عبدالوهاب:

-       تاريخ المساجد الأثرية في القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1994م.

-       بحث المصطلحات الفنية للعمارة الإسلامية.

2-   عاصم محمد رزق: معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، الطبعة الأولى، مكتبة مدبولي، 2000م.

3-   مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية وإحياء تراث العمارة الإسلامية: أسس التصميم المعماري والتخطيط الحضري في العصور الإسلامية المختلفة بالعاصمة القاهرة، منظمة العواصم والمدن الإسلامية، 1411ھ/ 1990م.

wwww.pinterest.com


 

 

 

  

 

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90