قصر إشبيلية
Alcazar de Sevilla
كلمة Alcazar هى تعريب لكلمة القصر اى انها كلمة عربية ، استخدمت فى دولة اسبانيا على الحصون و القصور الإسلامية التى بنيت خلال الفترة الإسلامية وحتى أنها اطلقت على القصور التى شيدت خلال العهد المسيحى وفقا للطراز المدجن ، ولكن قصور مدينة غرناطة كانت تعرف بقصور الحمراء.
موضوعات ذات صلة
وبالرغم من أن قصر إشبيلية معظمه من إنشاء الملوك الإسبان ، كذلك ، لأنه أقيم على بقايا قصر إسلامي سابق ، وأقيم على الطراز فإنه يسمی الأندلسي ويقع قصر إشبيلية ، على مقربة من الكنيسة العظمى ، وفي جنوبها الشرقى . والظاهر أن واجهة مدخله من بقايا قلعة أندلسية قديمة ، ينم عن ذلك طرازها العربي . وتقوم بعد الفناء الذي يلى المدخل ، ثلاثة عقود قديمة ، يبدو أيضا أنها من عقود الصرح الأندلسي القديم ، ثم يلى هذه العقود ساحة شاسعة ، تقوم عقودها الجانبية ، على أعمدة رشيقة من الرخام الأبيض ، ويبدو طرازها الأندلسي واضحة . وهنا يبدو لك الصرح الأندلسي بأبهائه وعقوده و مشرفياته وزخارفه العربية ، في ذروة روعته و جماله .
القصر مكون من طابقان عظيمان . والطابق الأول ، هو الذي يبدو في معظمه أندلسي الأصل ، وإن كانت قد أضيفت إليه أبنية حديثة ، من إنشاء ملوك اسبانيا ، والطابق الأعلى كله من صنع إسباني ، أجرى تقليده للنمط الأندلسي ويحتوي الطابق الأول على عدة أفنية وأبهاء ، لكل منها اسمه الخاص . وهي : قاعة العدل ، وفناء الصيد ، وفناء العذارى ، وهو كارلوس الخامس ، وهو السفراء ، وجناح فيليب الثاني ، وفناء العرائس ، وجناح الملوك الأندلسين وجناح الملوك الكاثوليك.
وأهم وأبدع هذه الأسماء وهو بهو السفراء ، وهو بهو شاسع فخم تظلله قبة عالية جدا معقودة على عمد ومقرنصات عربية بديعة الزخرف . وجدرانها مكسوة بالقيشاني الفخم ، تتخلله نقوش عربية مقلدة في الغالب ، وفي دائرة الجدران الوسطى ، نقشت عبارة عربية مكررة في الدائرة كلها ، وهي ( الغبطة المتصلة ) ، وإلى جانبها رسوم أسود صغيرة . وفي هذه الطبقة السفلى يبدو الطابع الأندلسي الأصيل قوية ، وفي أفنيتها وأبهائها عدة أبواب كبيرة وصغيرة ، أندلسية الأصل بها نقوش عربية .
ويتخلل زخارف القصر المدجنية ، كثير من العبارات والتحيات والأدعية الإسلامية ، وبعض الآيات القرآنية ، وهي مقلدة منقولة عن نظائرها في بعض الصروح الأندلسية المعاصرة . في أبواب ( قاعة السفراء ) ، نقشت عبارة « الملك لله » يمينا ويسارا ، على مصاريع الأبواب . وفي الجزء الأعلى من هذه الأبواب ، توجد الكتابة المهمة الآتية ، وقد نقشت في لوحة زرقاء :
( و أمر مولانا المعظم المرفع ضن بضر ، ملك قشتالة وليون ، أدام الله سعده ، وهنيء أيامه ، بعمل هذه الأبواب الجديدة ، لهذه القبة السعيدة ، بما أجلب من العزة والرفعة ، من حشد السرور والسعود ) .
وفي هذه اللوحة بالذات توجد عبارة « ولاغالب إلا الله ، ( وهي شعار بی نصر ملوك غرناطة ) منقوشة ثماني مرات يمينا وشمالا ، بالأزرق والأبيض ، بخط کوفی جمیل .
وفي قاعة السفراء ذاتها توجد العبارة الآتية منقوشة بالكوفية : « عز لمولانا ضن بدر ، أيده الله ونصره » وضن بضر أو بدر هو بيدرو الأول .
وفي الجزء الأعلى من الصراع الأيسر للباب ، توجد عبارة مشوشة مختلطة الألفاظ . تشير إلى أن الذي اضطلع بالعمل هم ( المعلمون الطليطلون وذلك عام ألف وأربع مائة وأربع ) .
ويرى المستشرق أمادوردي لوس ريوس ، أن في هذه العبارة ما يدل على أن هذا القصر ، لم يقم بإنشائه الفنانون الغرناطيون كما يظن البعض ، بل قام بإنشائه أساتذة و صناع من المدجنين من أهل طليطلة. و نقش على الحزام الخارجي ( لفناء العذاری) ما يأتي ( الحمد لله على نعمه على نعمه على نعمه) . و نقش في البهو الأيمن المسمى « جناح الملوك الأندلسيين » في القبلة ، هذه : الأبيات الشعرية :
يأيها المجلس الجديد يأتيك الطالع السعيد
لازالت الزهر خير مثوى حتى أعاد وهو عيد
و من ينل المحب عينيا ومات غيظا ....
وفي أفاريز هذا البهو في مواضع مختلفة « المنة لله . العظمة لله . السعد والتوفاق نعم الرفاق » ، ثم « عز لمولانا السلطان ضن بطر ... »
وفي البهو الخارجي لهذا الجناح في قوسه الأعلى ، نقشت هذه العبارة مكررة ( یا ثقتي يا أملى ، أنت الرجاء ، أنت المولى ، إختم بخير العمل »
و نقشت على جدران الطبقة السفلي من القصر بصفة عامة ، هذه العبارة مكررة بكثرة : « النعمة الشاملة » ، وكذلك نقش في الحزام الخشبي الأوسط هذه العبارات مكررة : « المن والسلامة . العزة والكرامة . السعد الدائم » .
و نقش في الساحة الكبرى " Patio Principal عند المدخل « الحمد لله - على نعمه ، ثم العبارات الآتية مكررة « عز لمولانا . الملك لله . اليمن والإقبال . ولاغالب إلا الله » .
ومما يلفت النظر بوجه خاص ، أنه نقشت في زاوية من فناء العرائس آية الكرسي « بسم الله وإلاهكم إلاه واحد ، لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولانوم : له ما في السموات وما في الأرض ، من ذا الذي يشفع عنده ... » .
ومن المعروف أن الصناع المدجنين كانوا ينقلون كثيرة من الآيات محرفة ، بطریق التقليد الوضع فقط ، حتى أنهم كانوا يثبتون بعض هذه الآيات ، في زخارف الأديار ذاتها ، دون أن يشعروا أنها من القرآن ، وقد شاهدنا مثلا من ذلك ، في مصلى الدين الملكي ببرغش
وأما الطبقة العليا من القصر فهي كلها من إنشاء الملوك الإسبان ، وقد أنشئت تقليد للطراز الأندلسي ، وهي تحتوي على الأماكن الآتية : مصلى الملوك الكاثوليك . بهو الملوك . جناح الملك پیدرو . و به عدة غرف وأبهاء ذات مشرفيات عربية بديعة ، وقد فرشت جميعا بالأثاث والرياش الفخم ، وزينت جدرانها بطائفة الصور لأكابر الفنانين .
والبناء كله من طراز أندلسي محاكي الطابق الأول وقد غطيت جدرانه كلها بالقيشاني الملون ، و نقشت به أيضا نقوش عربية مقلدة .
وتختلف الرواية في أصل القصر الأندلسي . ويرى البعض أنه يقوم في بعض أجزائه على أنقاض قصر المعتمد بن عباد ، وقد كان موقعه قريبة من النهر في مثل البقعة التي يقوم عليها القصر ، وقد تم بناء صومعة جامع إشبيلية ( لاخيرالدا ) أنها بنيت من أنقاض سور قصر ابن عبادی ومعنى ذلك أن بقايا قصر ابن عباد ، كانت قائمة حتى أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، ومن ثم فإنه يبدو من المحقق أن معظم الأجزاء السفلي لقصر إشبيلية ، قد بنيت في هذه الفترة أى أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، أيام الخليفة أبي يعقوب يوسف وولده الخليفة المنصور الظافر في معركة « الأرك الشهيرة . وتضع الرواية الأندلسية تاريخ إنشاء هذا القصر في سنة 567 هـ ( 1173 م ) وقد بدأ بإنشائه الخليفة أبو يعقوب يوسف ، وأنشأ في الوقت نفسه قنطرة من السفن على نهر الوادي الكبير ، وأصلح أسوار المدينة ، ومازالت تقوم إلى اليوم في إشبيلية بقية من الأسوار الموحدية . وابتني المسجد الجامع في نفس هذا التاريخ. وليس من المستبعد أن يكون هذا القصر الذي أنشأه الخليفة الموحدی ، قد أقيم على بقايا قصر أندلسي سابق.
وكان محيط بالقصر أيام الموحدين ، أسوار وأبراج منيعة ، بقي منها إلى اليوم برج وحيد على النهر ، هو البرج المثمن المسمى برج الذهب Torre de Oro ، وكان يربطه بالقصر سور ، ويعتبر مركز دفاع أمامي لباب القصر. ولما افتتح الملك فردیناند الثالث الملقب بسان فرناندو مدينة إشبيلية في سنة 1248 م ( 646 هـ ) أبقي القصر كما هو .
ثم قام الملك پیدور الأول ( بطرس ) بتغييرات وإضافات كبيرة فيه ، ما بين سنتي 1353 و 1365 ، وأصلح أبهاءه الملك خوان الثاني ، وابتني فيه الملكان الكاثوليكيان فردیناند وإيسابيلا ، مصلیات و قاعات جديدة . ثم جاء الإمبراطور شار لكان فغير كثيرة من معالمه . وأحدثت فيه بعد ذلك تغيرات أخرى أيام فيليب الثالث و فيليب الخامس . ثم بذلت بعد ذلك مجهودات كثيرة لإعادته و إعادة نقوشه كما كان ، قبل أن يتناوله الملوك الإسبان بالتغيير والمسخ ، ومع أن هذه التغيرات المتوالية ، قد أفقدته كثيرة معالمه الإسلامية ، إلا أنه مازال بشكله الحالي يعتبر نموذجا بديعة للفن الأندلسي والفن المدجن أي الأندلسي النصراني . ويلحق بالقصر حدائقه العظيمة اليانعة ، وهي منسقة على الطراز الأندلسي وبها كثير من أشجار البرتقال ، والنخيل العربي ، وتتخللها رواشن ساحرة كثيرة . والظاهر أنها قد أقيمت مكان حدائق القصر القديمة .
المصادر:
- محمد عبدالله عنان:دولة الإسلام فى الأندلس ،ج8 ، الاثار الإندلسية الباقية فى اسبانيا والبرتغال ، مكتبة الخانجي للطباعة والنشر والتوزيع، 1961م
الصور من موقع
عراقة وسحر الماضي
ReplyDelete🌹🌹سعداء دائما بتقديم المزيد لكم
ReplyDelete