المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

القباب فى العمارة الأسلامية

 القباب فى العمارة الأسلامية

تعد القبة من العناصر المعمارية الهامة فى العمارة الأسلامية عامة حيث تعد من أعظم الأبتكارات المعمارية التى سأهمت بدور فعال فى تطوير النظم المعمارية وحيث أنها سمة مميزة تتميز بها المنشاءات الدينية باختلاف الأديان فقد بنيت فى المبانى التى تخص الديانات السماوية سواء اليهودية أو النصرانية أو الأسلامية.  

التعريف اللغوى للقبة :-

هى بناء دائرى مقبب من الخارج ومجوف من الداخل يعقد بالاجر ونحوه ، و جمع كلمة قبة ، قبات وقباب وقبب ، وتقبيب البناء اى تقوسه كالقبة ، وقبب البناء اى أقام فوقه قبة ، والقبة من الخيام هى بيت صغير مستدير.

التعريف الهندسى (الأثرى المعمارى) :-

القبة هى دوران قوس على محور عمودى مكون بناء مقبب دائرى يستخدم كوسيله للتسقيف ويكون عادة من الحجارة وتقام فوق مسطح مباشر أو يكون لها رقبة أو حنايا ركنية أو مثلثات كروية أو مقرنصات لتسهيل انتقالها من المربع أى المثمن ، و يكون شكلها أحيانا مدبب أو على شكل بصلى أو مخروطى الشكل.

ومن مميزات القباب:

1.     أنها تجعل السقف المعقود أكثر تماسك ومتانه .

2.     لها أغراض زخرفيه فى ابرز جمال البناء وروعته .

3.     لها قدسية وعظمة وشموخ يضفى روحانية على المبنى .

4.     تدفع الناظر لها الى التامل على عكس الأسقف المسطحه.

5.     تجمع أصوات المؤمنين عند تراتيل الكتب المقدسة .

6.     مما يؤدى الى زيادة الخشوع والأنفعال الوجدانى فى المصلين

 

وللقبة رمزية خاصة حيث أنها تمثل الفضاء الشاسع والسماء الواسعة ولذلك فهى من السمات المميزة لدور العبادة لما تحتويه من روحانية عاليه ترتبط بقدسية الأديان حيث أنها رمز للطهارة والصلاح والتقرب الى الله..

تكوين القبة:

تتألف القبة من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي :

1.     قاعدة القبة :

وهي أما دائرية أو مضلعة أو مربعة أو مستطيله، تستند حواف القبة عليها ، و تحدد مساحة القبة فوق سطح الارض.  

2.     منطقة الأنتقال :

تعد منطقة الأنتقال عنصر معمارى هام ، حيث تساعد علي تحويل قاعدة القبة الي دائرة يعلوها رقبة دائرية أو الي شكل مثمن يعلوها أو ترتفع فوقها رقبة ثمانية الأضلاع وهى بذلك عنصر معمارى هام.

وقد تنوعت مناطق الأنتقال ولكن اكثرها انتشارا هي المثلثات الكروية والحنايا الركنية التي تطورت تطور كبير في العصور الأسلامية واقلهم انتشارا المناطق التي تتكون من بلاطة افقية مثلثة ذات حافة مقوسة تحول القاعدة المربعة الى دائرة ، وقد تتكون من بلاطة افقية مثلثة ذات حافة مستقيمة وفي هذه الحاله تحول القاعدة المربعة الى مثمن  أو المناطق المكونة من مثلث هرمي مقلوب أو من حنايا نصف مخروطية  وهذه الأنواع ظهرت قبل العصر الأسلامي.

والمثلثات الكروية هى قطاع مثلثى كروى رأسه الى اسفل وقاعدته للأعلى لتكون القاعدة المناسبه للقبة وتتحمل وزن القبة الذى يتوزع على المثلثات الأربعة التى تحتل أركانه مربع القبة. 

  ويرجع الفضل فى ابتكارها الى الشاميين منذ القرن الرابع الميلادي ومنهم انتقلت الى الدولة البيزنطية وغيرها من الدول والأقطار الأسلامية وتختلف أشكال المثلثات الكروية حيث أنها أما أن تكون أقطارها الكروية هى نفسها الأقطار الكروية للقبة وبذالك تكون جزء من القبة وأما أن ينفصل أقطار المثلث الكروى عن القبة.  

  وذكر كريزويل أن أقدم مثال للمثلثات الكروية يوجد فى قصر النوايجس فى عمان ويرجع الى القرن الثاني الميلادى  وأقدم امثلته فى العصر الأسلامي تتمثل فى الحجرة الساخنة فى قصير عمرة وحمام الصرخ.

 

  أما الحنايا الركنية هي عبارة عن بناء عقد في زوايا المربع العلوى للقبة لتكون قاعدة مناسبه لأستقبال القبة. 

  ويرجع الفضل الى العرب العراقيين فى ابتكارها حيث يرجع استخدامها فى العصر الساسانى ويكون على هيئة نصف مخروط زاوية رأسه 90 درجة وضع على جنبه فينطبق كل من جانبية المستقيمين على ضلعين زاوية مربع القبة  مثال ذلك قصر فيروز أباد وقصر سرفستان وقصر شيرين.

 وعلى الرغم من ذلك فأن هناك علماء يروا أن أصل الحنايا الركنية يرجع الى الرومان وبعضهم يرجعها الى ارمينيا وبلاد ما بعد النهرين وأخرون يرجعها الى اشور وخراسان والشق الأخير يرى أنها تعود الى سوريا   ألا أن كل من كريزويل وأحمد فكرى نسبوا الحنايا الركنية الى الدولة الساسانية فى بداية القرن الثالث الميلادى ثم انتقل فى القرن الخامس الميلادى الى الأمبراطورية البيزنطية ثم ارمينيا فى القرن السابع الميلادى .

  وقد تطورت الحنايا الركنية فى العهد الأسلامى تطور كبير غير من معالمها ولكن لسوء الحظ فأن القباب الأولى من هذا النوع اندثرت وسميت باسم المقرنص حيث ظهرت فى شكل حنية مجوفة لها قمة ذات قبة نصف دائرية وتحمل على عمودان احيانا واول مثال لذلك التطور يعود الى الفترة الاسلأمية فى العراق فى بناء مدينة سأمراء فى باب العامة لقصر المعتصم " الجوسق الخاقانى "، بينما يرى أحمد فكرى أن أقدم مثال لها يتمثل فى قباب جامع القيروان ولكن اعترض على هذا الطرح كريزويل لانه يرى أن قبة القيروان لا تعود الى عام 221هـ /836م وارخها بعام 248هـ/ 862 م لعهد ابو أبراهيم الأغلبى او ربما لزيادة الله الأغلبى. 

3.     خوذة القبة  :

والخوذة هى التى تحدد شكل القبة وأسمها على حسب شكل الخوذة وبأختلاف شكل الخوذة يختلف أسم القبة حيث هناك القباب النصف دائرية أو المدببه، أو البصلية ،أو المضلعة ،أو مخروطية ، وتقام الخوذة أما على رقبة سواء كانت رقبة بيضاوية أو رقبة مضلعة وأما تكون على القاعدة القبة.

 

طرق انشاء القباب :

يتم تشيد القباب من الحجارة والاجر والخشب وفى العصر الرومانى كانت تبنى من الخرسانه واحيانا تقام القبة من قشرتين منفصلتين اى يكون لها شكل داخلى وأخر خارجى كلأهما يختلف عن الأخر. 

  هناك طريقتين لبناء القبة الأولى عن طريق تنظيم صفوف الحجارة المنحوتة أو الطوب بحيث تتجه لحاماتها نحو اتجاه مركز القبة وهذه الطريقة تتشابهة مع طريقة بناء العقود واحيانا يتم الاستعانه بأعصاب وتملأ المسافات بينهم بالطوب او الاحجار وفى هذه الطريقة تتكون القبة من سلسله من الشرائح التى تشع من المركز ويتم لصق الطوبه بمونة طفلية رغوية لكى تبقى الطوبه فى مكانها لتضمن غلق الحلقة فكل حلقة تكون سندا للحلقة التى تليها ويتم أحيانا وضع من ثلاث الى أربع مداميك بشكل أفقى فى البروز لكى تقلل من عملية الوصول الى المركز وأحيانا كان يتم انشائها على جدار أو عقد تستند عليه حلقاتها ثم يتم ازالته بعد الانتهاء من أنشاء القبة .

زخرفة اسطح القبة :

زخرفت القباب الأسلامية الأسطح الداخلية والخارجية ، حيث كانت تزخرف الأسطح الخارجية للقباب المبنية من الطوب في كثير من الأحيان بفصوص دائرة تفصل أشكال مثلثة بينها أشكال مثلثة أما قباب الحجرية فكانت تغطى بالزخارف النباتية المزججة الملونة وكانت تغطى رقبة القبة من الخارج أحيانا بالأيات القرأنية أو النصوص التاريخية ، أما السطح الداخلى للقبة فكانت تغطى بالجص  وتزخرف بالزخارف النباتية أو الهندسية أو الكتابية ومنها التاريخية أو القرأنية.

 المصادر:
كمال الدين سامح: تطور القبة فى العمارة الأسلامية ، مجله كلية الاداب ، المجلد الثانى عشر ، الجزء الاول ، مطبعة جامعه فؤاد الاول ، 1950م
عطا الحديثى ، هناء عبد الخالق : القباب المخروطية فى العراق ، وزارة الاعلام ، مديرية الاثار العامة ، بغداد ، 1974م
فريد شافعي:العمارة العربية في مصر الاسلامية ،المجلد الاول(عصر الولاه)،الطبعة الثانيه1983م
عبد الرحيم غالب : موسوعة العمارة الاسلامية ، بيروت – لبنان ، 1986م
 الشيخ طة الوالى : المساجد فى الاسلام ، دير العلم للملايين ، بيروت – لبنان ، الطبعة الاولى محرم 1409هـ/ ابريل 1988م
محمد حمزة الحداد : القباب فى العمارة المصرية الاسلامية قبة المدفن ( نشاتها وتطورها ) حتى نهاية العصر الملوكى ، مكتبه الثقافة الدينية ، الطبعة الاولى 1993م  
عاصم رزق ، معجم المصطلحات المعمارية والفنون الاسلامية ، مكتبه دبى ، القاهرة ، 2000م
 سمير محمد على عياد : القباب كوحدة معمارية اسلامية والافادة منها فى مجال التعبير المجسم ، رساله ماجيستير فى التربية الفنية ، جامعه حلوان ، كلية التربية،2008م
احمد فكرى : مسجد القيروان ، دار العالم العربى، ط1 ، القاهرة ،2009 م
 صالح لمعي مصطفي : القباب في العمارة الاسلامية ، دار النهضة العربية 

 

 
 
 

 
 
 
 
 
  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 


 
 


 
 


الصور من كتاب
فريد شافعي:العمارة العربية في مصر الاسلامية ،المجلد الاول(عصر الولاه)،الطبعة الثانيه1983م  
 

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90