المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

جامع بوفتاتة بمدينة سوسة بتونس

جامع بوفتاتة بمدينة سوسة بتونس

        يقع جامع بوفتاتة بمدينة سوسة بتونس، ويشغل الطرف الجنوبى من المدينة على بعد 300م من القصبة جهة الشمال الشرقى بالقرب من باب سوسة الجنوبى (على خليج قابس) المعروف بباب القيروان، ومنشئ هذا الجامع هو الأمير الأغلبى أبو عقال الأغلب الذى كان واليا على تونس( 223 هـ - 226هـ / 838 – 841م) كما هو مثبت بالنقش الكتابى الدى يتوج واجهة الجامع الشمالية، و لا يعرف سبب تسمية الجامع بهذا الاسم ولكن يحتمل أنه ينسب إلى فتاتة مولى الأمير أبو عقال الأغلب، وهو جامع صغير تبلغ مساحته 13م طولاx10م عرضا،ولم يتبق من هذا الجامع سوى رواق القبلة ( بيت الصلاة )، والرواق الذى يتقدمه ( سقيفه).

        ويطل هذا الجامع على الخارج من جهته الشمالية ببائكة والتى تمثل واجهة الرواق الأمامى الذى يتقدمه (السقيفة)، وتتكون هذه البائكة من ثلاثة عقود حدوية من صنجات مسلوبة تخلو من التأثير اللونى المتبادل وفق نظام الأبلق أو المشهر، وترتكز هذه العقود على دعائم قصيرة و غليظة، ويتوسط الضلع الشرقى من هذا الرواق باب معقود بعقد نصف دائرى.

        ويعد مسجد بوفتاتة هو الأول الذى يظهر به هذا الرواق الأمامى (السقيفة) ويرجح د.أحمد فكرى أنه كان يستخدم لصلاة الجنائز، وقد امتد تأثير هذا الرواق إلى مصر حيث يتقدم مسجد الصالح طلائع ( 555 هـ /1160م) بالقاهرة سقيفة يليه مشهد السيدة رقية (527هـ/1133م) الذى  يتقدم قبته رواق أمامى.

ويتوج هذه الواجهة الشمالية (واجهة الرواق الأمامى) شريط كتابى عبارة عن نقش بالخط الكوفى يحمل اسم المنشئ، ويلاحظ أن هذا الشريط الكتابى يقدم مثال غير مسبوق حيث إن حروفه مائلة وليست منبسطة، كما أنه يعد أول كتابة تسجيلية مؤرخه بعد النقش الكتابى المسجل بقبة الصخرة (71هـ/691م).

        وأما بالنسبة لرواق القبلة ( بيت الصلاة) فهو عبارة عن شكل مربع تقريبا طوله 7.86م وعرضه 7.71م، ويتكون من ثلاثة أروقه عمودية على جدار القبلة (بلاطات)، من بائكتين تحتوى كل منهما على ثلاثة عقود، و يقطع هذه الأروقة العمودية، ثلاثة أروقة (أساكيب) موازية لجدار القبلة من بائكتين أيضا تحتوى كل منهما على ثلاثة عقود، وينتج من هذا التقاطع بين الأروقة تسعة أساطين (مربعات) يغطيها تسع قبوات نصف دائرية، ويعد نظام التخطيط هذا من حيث اشتمال رواق القبلة (بيت الصلاة) على تسعة أساطين هو الأقدم فى المساجد الإسلامية.

        وترتكز عقود رواق القبلة (بيت الصلاة) على ثماني دعائم ترتكز على الجدران، وأربع دعائم مصلبة بوسط رواق القبلة، الذى يتصدره محراب خالى من الزخرفة وهو عبارة عن حنية نصف دائرية يتوجها عقد حدوى يقوم على عمودين صغيرين تعلوه طاقية على شكل نصف دائرى، وتشغل المئذنة (المنارة) الطرف الغربى من واجهة رواق القبلة، وهى حديثة نسبيا حيث ترجع إلى العهد الحفصى، وهى عبارة عن مئذنة (منارة) ذات بدن مربع على غرار مأذن المغرب والأندلس.

        ويلفت النظر فى هذا المسجد خلوه من العناصر الزخرفية التى تشد إليه الأنظار وذلك على الرغم من كونه منشأة أميرية، حيث إن هذه البساطة الزخرفية تعكس التوجه المعمارى لمدينة سوسة، ولكن على الرغم من هذة البساطة إلا أن هذا الجامع يشغل مكانة هامة فى تاريخ العمارة الأفريقية نظرا لاشتماله على عدد من الابتكارات المعمارية التى سيكون لها تأثير فيما بعد على المنشأت المهمة.

المصادر:

-        أحمد فكري: مساجد القاهرة ومدارسها ( المدخل)، دار المعارف، 1961 م

-        عبد العزيز سالم:تاريخ المغرب في العصر الاسلامي (المغرب الكبير)،مؤسسة شباب الجامعة-الاسكندرية،1982م

-        كريزويل: الآثار الإسلامية الأولى، الطبعة الأولى، دار قتيبة-دمشق،1984م

-       كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م








 







الصور من موقع 

 كتاب كريزويل المساجد الاولى فى الاسلام

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90