المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

جامع الصالح طلائع بشارع الدرب الأحمر (555هـ/1160م)

 

جامع الصالح طلائع بشارع الدرب الأحمر (555هـ/1160م)

أثر رقم (116)

الموقع والتاريخ :

أنشأ هذا الجامع الوزير الفاطمى الصالح طلائع بن رزيك عام (555هـ/1160م)، ويعد هذا الجامع هو أخر ما تم أنشاؤه فى الدولة الفاطمية، وهو يقع على امتداد قصبة المعز لدين الله الفاطمى خارج باب زويلة، وقد بنى ليكون مدفنا لرأس الحسين عندما خيف على مشهده بعسقلان من هجمات الفرنج، إلا أن الخليفة الفاطمى أبى إلا أن تدفن الرأس فى القصور الزاهرة، فدفنت بالمشهد الحسينى، وقد تعرض الجامع لعدد من الترميمات على مر العصور أشهرها على يدى الأمير بكتمر (696هـ/1229م)، والأمير يشبك من مهدى (882هـ/1477م)، حتى توقفت الصلاة فيه على عهد مبارك.

وصف الجامع :

ويعد هذا الجامع من الجوامع الكبيرة إذ تبلغ مساحته 1522مترا، فحجمه يتناسب مع وظيفته كمشهد كما أنه أصغر بكثير من جامعى الأزهر و الحاكم، وقد اشتمل على مميزات معمارية قل أن تتوفر فى أى مسجد فاطمى أخر.

الواجهات :

ويعتبر جامع الصالح طلائع النموذج الأول الباقى من عمارة المساجد المعلقة، حيث يوجد أسفل منه حوانيت ذات أسقف معقودة وأرضيتها مرتفعة عن الطريق، وبعلو هذه الحوانيت إفريز حلى بترابيع مزخرفة، تعد الثانية من نوعها إذ الأولى فى مئذنة جامع الحاكم بأمر الله، وواجهات هذا الجامع مبنية بالحجر، وتعد الواجهة الشمالية الغربية (الغربية) هى الواجهة الرئيسة ، وتطل على الخارج ببائكة تمثل الرواق الذى يتقدم مخطط الجامع، وتتكون هذه البائكة من خمسة عقود منكسرة ترتكز على أربعة أعمدة رخامية، ويكتنف هذه البائكة دخلتان بواقع دخلة على يمين البائكة وتمثل الطرف الغربى من الواجهة، والدخلة الأخرى على يسار الواجهة وتمثل الطرف الشمالى من الواجهة، وبتوج كل دخلة منهما طاقية مشعة يوجد أسفلها شباك مستطيل، وتمثل كل منهما واجهة غرفة.

ويعد هذا الرواق الذى يتقدم مخطط الجامع من التأثيرات المغربية على العمارة الفاطمية بمصر، حيث إن النوذج الأول لهذا الرواق الأمامى (السقيفة) ظهر بمسجد أبو فتاتة بمدينة سوسة بتونس والذى يعود لعهد الأغالبة، ويسقف الرواق الأمامى لجامع الصالح طلائع سقف خشبى يزدان بزخارف فاطمية، يقول عنه العلامة حسن عبد الوهاب "ولعله السقف الفاطمى الوحيد إذا استثنينا بقايا السقف بالبيمارستان المنصورى الباقى من القصر الصغير الغربى".

ويتوسط المدخل الرئيس الواجهة الشمالية الغربية على محور المحراب ويتفدمه هذا الرواق الذى يتقدم مخطط الجامع، ويوجد مدخلان أخران يكاد يتوسط كل منهما الواجهة الجنوبية الغربية (الجنوبية)، والواجهة الشمالية الشرقية من جامع الصالح طلائع، ويقع كل مدخل منهما على محور الأخر ويؤديان إلى الرواقين الجانبين للجامع (الشمالى والجنوبى )، وتمثل واجهات الجامع بوجه عام تطويرا لواجهات الجامع الأقمر.

الجامع من الداخل :

وتخطيط الجامع من صحن كبير، مساحته 454.54 متر، به صهريج كان يملأ وقت الفيضان من الخليج، ويحيط بهذا الصحن أربعة ظلات أكبرها ظلة القبلة الجنوبية الشرقية، والتى تتكون من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة، وهى ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية، وتزدان حواف العقود من الداخل والخارج بكتابات عبارة عن أيات من القرآن الكريم بالخط الكوفى المزهر، والكتابة حول العقود سبقه فيها الجامع الأزهر والجامع الأقمر، وفتحت بخواصر العقود دوائر جصية مزخرفة، ويعلو كل عقد شباك صغير مفرغ بزخارف نباتية مختلفة، وفتح بجدار القبلة شبابيك جصية حديثة يحيط بها إفريز جصى بالخط الكوفى عبارة عن أيات من القرآن.

ويتوسط جدار القبلة، محراب تسوده البساطة يكتنفه الآن عمودان من الرخام، و يحتمل أن هذا المحراب كان من الجص مثل باقى المحاريب الفاطمية، أو ربما من الرخام حيث إن به إلى الآن قطعة من الرخام الدقيق، وكان على يمين المحراب منبر نفيس، دقت حشواته وقوائمه ووجها بابه وجانبا سلمه وجلسة الخطيب بالأويمة الدقيقة البالغة حد الإتقان، وقد أمر بعمله الأمير بكتمر الجوكندار (696هـ/1229م)، ويوجد ملقف هواء (باذهنج) خلف مقعد الخطيب بهذا المنبر، وتعتبر هذه المحاولة الأولى لمبنى دينى فى استخدام عناصر معمارية لمواجهة الظروف المناخية.

وأما بالنسبة لباقى ظلات الجامع فالظلاتان الجنوبية الغربية (الجنوبية) والشمالية الشرقية (الشمالية) فتتكون كل منهما من رواق واحد، يطل على الصحن ببائكة من ستة عقود منكسرة ترتكز على أعمدة رخامية أخذت من مبان قديمة، وسقفها مكون من براطيم خشبية خالية من الزخرفة، أما الظلة الشمالية الغربية (الغربية) والتى تمثل مؤخر الجامع فتتكون من بائكة ذات ستة عقود، ومئذنة الجامع غير موجودة حاليا، إلا أن المصادر تشير إلى وجود مئذنة كانت تعلو باب المدخل.

المصادر:

-        حسن عبد الوهاب : تاريخ المساجد الاثرية ،ج1 ، الهيئة المصرية للكتاب – القاهرة ، 1994م .

-        مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية وإحياء تراث العمارة الأسلامية: اسس التصميم المعماري والتخطيط الحضري في العصور الاسلامية المختلفة بالعاصمة القاهرة، منظمة العواصم والمدن الاسلامية، 1411 هـ / 1990 م .


















 
 .
 
الصور من موقع
 
 

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90