جامع تنمال فى المغرب
المنشىء وتاريخ الإنشاء :
أمر بإنشاء هذا الجامع الخليفة الموحدى عبد المؤمن بن على عام (548هـ)،غير أن يرى بعض الأثاريين بأن التاريخ الحقيقى لبناء هذا الجامع كان فى عام 543هـ .
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجامع قد أقيم على جزء من المسجد القديم الذى كان قد أسسه المهدى بن تومرت بمدينة تنمال التى كانت مركزاً لدعوة الموحدين .
الموقع:
ويقع الجامع فوق جبل تنمال نسبه للمدينة التى بنى عليها، والبناء مرتفع جدا والوصول إليه صعب لأن الطريق المؤدى إليه جبلى غير ممهد .
تخطيط الجامع :
المسجد من الداخل لم يبق من بوائكه القديمة ما يحدد بدقة تخطيط بيت الصلاة. غير أن البقايا المعمارية تشير بأن المسجد كانت يتألف من مساحة مستطيلة يتوسطها صحن صغيرة يحيط به ثلاث ظلات أكبرها ظله القبلة أو بيت الصلاة الذى كان يتكون من تسع بلاطات تسير عقودها عمودية على جدار القبلة ، والبلاطتان الجانبيتان والبلاط الأوسط أكثر اتساعا من بقية البلاطات . المحراب :
يتوسط المحراب جدار القبلة وهو على شكل غرفة صغيرة تأخذ شكل خماسى الإضلاع يرتد عن واجهة جدار القبلة، وعقد المحراب حدوى متجاوز يحمل ستة أعمدة ثلاثة بكل جانب، ويغطى تجويف المحراب قبة مقرنصه من الجص .
وعلى يمين المحراب غرفة المنبر وعلى يساره غرفة الإمام ويعد محراب جامع تنمال بحق أروع المحاريب المغربية التى ترجع إلى عصر الموحدين لتناسق تخطيطه ودقه تفاصيله المعمارية وتناسق نسبها وثراء زخارفها المتأثرة إلى حداً كبير بمحراب جامع قرطبة ومحراب جامع ميرتله بالبرتغال من عصر الموحدين .
الظلتان الجانبيتان :
بكل ظله بلاطين يمثلان امتداد للبلاطين المتطرفين من بيت الصلاة وتطل أروقه المجنيات على الصحن ببوائك عدد عقودها أربعة محمولة على ثلاثة دعائم وتسير هذه العقود عمودية على ظله القبلة .
الصحن :
كان يتوسط الصحن نافورة تم تجديدها وتأخذ شكل مربع تقريبا طول ضلعه حوالى 2م وهى تتفق فى أبعادها مع صحن المسجد وربما كانت المياه تصل إليها عبر أنابيب مدفونة فى الأرضية تتصل بصهريج المياه الذى يتصدر واجهة المسجد من الناحية الشمالية الشرقية .
الأبواب :
للمسجد سبعة أبواب رئيسية أما الأبواب غير الرئيسية فتتمثل فى باب مقصورة الإمام من جهة القبلة وباب المنبر على يمينه بالإضافة إلى باب المئذنة الخارجى وباحتساب هذه الأبواب غير الرئيسية يكون عدد أبواب الجامع عشرة أبواب ، وتدل آثار هذه الأبواب على أنها كانت معقوده بعقود على شكل حدوة الفرس ويغلقها أبواب من الخشب تتكون من مصراعين .
المئذنة :
تقع المئذنة خلف المحراب بحيث تلتصق به من الخارج ورغم أن المئذنة تعود إلى عصر الموحدين إلا أن شكلها المستطيل وموقعها يختلف مع ما كان سائدا فى مآذن عصر الموحدين بل وفى معظم مآذن المغرب والأندلس .
القباب :
لم يتبق من قباب المسجد الثلاثة التى كانت موزعه على الاسكوب أو الرواق الموازى لجدار القبلة سوى القبة التى تتوج الطرف الشمالى الشرقى من بيت الصلاة ويستدل من خلالها وبعض بقايا القبتين الآخرتين أن هذه القباب كانت بطونها مقرنصة ومناطق انتقالها عبارة عن ثلاث حطات من المقرنصات يكتنفها نوافذ معقودة بعقود ثلاثية الفصوص يشغلها ستائر جصية مزدانه بزخارف نباتية وأشرطة كتابية بالخط الكوفى على مهاد من التوريقات النباتية .
وتقوم هذه النوافذ مع الحنايا الركنية المقرنصة بالدور الانتقالى من المربع إلى المستدير الذى يحمل خوذة القبة التى جاءت فى شكل قبة نجمية ذات ثمانية .
التغطية :
إلى جانب القباب اعتمد الجامع فى تغطيته على عدة طرق أبرزها السقوف الخشبية ويغطيها سطح مسنم منشورى يعلو بيت الصلاة ومجنبات الصحن ، بالإضافة إلى الإقباء الطولية التى تغطى سقف حجرة المنبر والدهليز المؤدى إلى حجرة الإمام .
العقود :
تراوحت عقود الجامع ما بين عقود مدببة نشهدها فى العقود التى تسير عمودية على جدار القبلة وأخرى منفوخة لها حافة مفصصة بفصوص صغيرة تنتهى بدلايات مثل عقود الرواق الموازى لجدار القبلة بالإضافة إلى العقد الحدوى الذى يتوج تجويف المحراب .
وتقوم هذه العقود على دعائم ذات أشكال مختلفة منها دعائم ذات مسقط مربع مثل دعائم بائكات البلاطات العمودية على جدار القبلة وأخرى متقاطعة فى أسكوب المحراب وثالثة على شكل حرف T كما فى دعائم البائكات المطلة على الصحن وجميعها مبنى بالأجر المكسو بالملاط.
و معظم هذه الدعائم تكتنف عمد زخرفية تعلوها تيجان مزدانه بتوريقات نباتية تحمل تأثيرات أندلسية واضحة .
المصادر:
- Georges Marçais, Manuel d'art musulman : L'Architecture (Tunisie, Algérie, Maroc, Espagne, Sicile).paris. 1929
- Lambert Elie, 1966, L’art musulman d’Occident des origines à la fin du XVe siècle, SEDES, Paris.
- السيد عبد العزيز سالم:تاريخ المغرب في العصر الاسلامي (المغرب الكبير)،مؤسسة شباب الجامعة-الاسكندرية،1982م
- كريزويل: الآثار الإسلامية الأولى، الطبعة الأولى، دار قتيبة-دمشق،1984م
- كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م
Post a Comment