الأوضاع السياسية فى الأناضول عقب زوال دولة سلاجقة الروم
كانت الأناضول تخضع لسيطرة دولة السلاجقة عقب انتصار السلطان السلجوقى ألب أرسلان على البيزنطين فى موقعة ملاذكرد ( 463هـ/1071م) وما تبعه من الفتح السريع لسليمان شاه لأراضى الأناضول حيث وصل إلى أسكدار وإلى الضفة الأناضولية من البوغاز،واستشرف قبة أيا صوفيا ،ليصبح بذلك مؤسس الدولة التركية فى الأناضول وسلطانها الأول.
وقد توافدت القبائل التركمانية إلى داخل الأناضول بعد أن خضعت هذه الأراضى إلى سلطة سلاجقة الروم ،فأصبحوا يشكلون تكتلات فيما بينهم بحيث يكون لكل تكتل أمير تابع للسلطان السلجوقى فى قونية ، وقد تزايد هؤلاء الأمراء التركمان الذين يطلق عليهم اسم أوج بك (أمراء الولايات الحدودية ) بعد خضوع سلاجقة الروم لدولة المغول الإيلخانين فى اعقاب موقعة كوس داغ (164هـ/1243م) ، وكنتيجة لهذه الأوضاع السياسية السيئة بالأناضول قام كل من هؤلاء الامراء (أوج بك ) بتأسيس سلالة حاكمة ، ولكنهم ظلوا تابيعين للسلطان السلجوقى بقونية حتى انهارت دولة سلاجقة الروم عام ( 708 هـ/ 1308م.
وعقب انهيار دولة سلاجقة الروم أصبح هؤلاء الامراء التركمان يتبعون مباشرة لإيلخان المغول المقيم بتبريز، وتحت رقابة والى الأناضول الإيلخانى العام المقيم فى الأناضول الوسطى أو الشرقية ،وقد دام هذا الوضع حتى عام 735 هـ / 1335م ، عندما بدأت الدولة الإيلخانية بالانهيار ، ومن هنا أصبحت هذه الإمارات الأناضولية مستقلة تماما ،وانقسمت إلى دول (إمارات ) متعددة ، ..... فى حدودها مع حدود المقاطعات اليونانية القديمة فى أسيا الصغرى ، وفيما يلى عرض لهذه الإمارات :
· إمارة القرمان : استغل الأمراء القرمانيون زوال دولة سلاجقة الروم ، والاضطرابات التى حدثت فى بلاد المغول الإيلخانين، فادعوا الحق فى ميراث دولة سلاجقة الروم، وقد استولوا على مناطق واسعة بالأناضول أهمها العاصمة السلجوقية السابقة قونية ، و كدلالة على قوة هذه الإمارة فقد فرضوا الجزية على كل إمارات الأناضول الغربى .
· إمارة كرميان : ظهرت فى مدينة كوتاهية و أطرافها على الحدود البيزنطية ، وكانت المنافس القوى للإمارة القرمانية ولكن نتيجة للمفهوم التركى لوراثة الأراضى ، فقد تقسمت هذه الإمارة مما ساعد على قيام إمارات تركمانية صغيرة فى مناطق نفوذهم أهمها : إمارة قرة سى فى مدينة برغمة ، و إمارة أيدين فى مدينة إزمير ، و إمارة صاروخان فى مدينة مغنيسيا.
· إمارة منتشا : تقع على ساحل بحر إيجة ، كانت أشهر مدنها مغلة و ميلاس
· إمارة تكة : تقع على ساحل البحرالأبيض المتوسط فى المنطقة الجنوبية الغربية وهيمنت على مدينة أنطاليا
· إمارة الحميد: تقود داخل الهضبة الأناضولية
· إمارة قزل أحمد لى: تقع على ساحل البحر الأسود في منطقة سينوب وقسطموني
· الإمارة العثمانية : كانت فى أول الأمر إمارة صغيرة في مقاطعة فريجيا وما جاورها من أراضي بيثينيا ، وانحصرت بين إمارتي کرمیان وقزل أحمدلي ، ولم يكن يعلم أحد أن هذه الإمارة الصغيرة سوف تتغلب على كل هذه الإمارات وتوحد الأناضول تحت رايتها ، وما ستقوم به من دور عالمى من حيث التوسع فى أوروبا وأسيا و أفريقيا. – وهو ما سنتعرف عليه بشكل تدريجى فيما بعد وبالتفصيل –
المصادر
· أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية ؛ ترجمة عدنان محمود سلمان ؛الجزء الأول ، مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا ،استانبول 1988م
· محمد سهيل طقوس: تاريخ العثمانين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ، الطبعة الثالثة ، دار النفائس،بيروت 1434هـ/2013م
· محمد سهيل طقوس: تاريخ دولة سلاجقة الروم فى أسيا الصغرى ، الطبعة الأولى ، دار النفائس،بيروت 1423هـ/2002م
Post a Comment