تطور عمارة المساجد في العصر الفاطمى:
كان من الطبيعي أن تتأثر عمارة المساجد في ذلك العصر بتأثيرات جديدة غير التي وجدناها في العصر الطولونی( 254 -292هـ/ 868-905م) حيث ظهرت بالمساجد تأثیرات من شمال افریقا (مولد الدولة الفاطمية) وتتلخص هذة التأثيرات فيما يلى :
· امتازت المساجد الفاطمية الاولى بكبر مساحتها مثل الجامع الازهر 359هـ - 361هـ/ 970م – 972 م، وجامع الحاكم 380 هـ / 989م ولكن فى نهاية العصر الفاطمى أصبحت صغيرة نسبيا مثل جامع الأقمر 519هـ/ 1125م، و جامع الصالح طلائع 555 هـ /1160م
· اثرت المساجد التونسية على مساجد القاهرة الفاطمية فى اتساع رواق المحراب و المجاز القاطع مثل : جامع الحاكم ،جامع الصالح طلائع (ظهر المجاز القاطع لاول مرة فى مصر بالجامع الازهر ثم جامع الحاكم وبعد ذلك انتشر فى العديد من الجوامع المصرية) .
· تتوزع القباب فى عمارة المغرب العربي على رواق المحراب و المجاز القاطع ، وقد جاء هذا التأثير الى مصر على يد الفاطميين ، على غرار ذلك توزعت قباب الجامع الازهر وكذلك قباب جامع الحاكم على بلاطة المحراب بواقع قبة فوق المحراب وقبتين فى اركان بلاطة المحراب
· ظهرت قبة البهو فى جامع الازهر 526هـ-544هـ/ 1131-1149م ، وعادة مايتم اضافة قبة البهو فى عهد لاحق لانشاء الجامع
· انتقلت الحنايا الركنية ( التى تمثل مناطق انتقال القباب) الى مصر عن طريق تونس
· وقد تأثرت القباب فى مصر بالقباب التونسية وانتشرت القباب المضلعة فى العمارة الجنائزية بمصر مثال على ذلك قبة السيدة رقية 527هـ/1132م ، وكذلك قبة مشهد يحى الشبية 545هـ/1150م، مشهد عاتكة و الجعفرى514-519هـ / 1020- 1025م
· تعدد استخدام المحاريب فى المسجد الفاطمى
· ظهور العقد المدبب ذو الأربع مراكز لأول مرة بمصر بالجامع الأزهر بأضافة الخليفة الحافظ (524 544هـ/1129– 1149م)
· ظهور الشرفات المسننة لأول مرة بالجامع الأزهر
· استمر استخدام الاعمدة مثل الجامع الأزهر والجامع الأقمر كما استخدمت الأكتاف مثل الجامع الحاكم
· امتازت المساجد الأولى بسقفها المسطح وقد استمر هذا النمط خلال العصر الفاطمى بينما ظهر نمط أخر للتغطية بجامع الأقمر حيث تم تغطية رواق القبلة بالقباب الضحلة ، كما استخدمت الأقبية لتغطية المساحات المستطيلة مثل مدخلى جامع الحاكم وجامع الجيوشى (478 هـ/1085م)
· امتازت المساجد الفاطمية بموقع مداخلها ، حيث فتحت المداخل فى منتصف جدار مؤخر الجامع فى موضع مقابل للمحراب ، وكانت تجرى العادة بوضع المداخل فى غير جدارى القبلة والمؤخر و لا تميز مداخل المؤخر عن غيرها ، بينما أصبح فى العصر الفاطمى مدخل المؤخر المدخل الرئيسى للجامع ويتخذ صفة الصدارة، وانتقل التأثير الى مساجد القاهرة فأخذت اهمية خاصة فى كل من الحاكم ، الجيوشى و الأقمر ببروزه خارج جدار المؤخر
· انشئت الماذن فى مصر على طراز المأذن الفاطمية المغربية حيث القواعد المربعة بينما تطورت المأذن الفاطمية فى مصر عن مأذن بلاد المغرب حيث اشتركت مأذن القاهرة مع مأذن بلاد المغرب فى القاعده المربعة بينما اختلفت معها فى شكل الطوابق العليا ففى مئذنة جامع الحاكم الشمالية اصبحت اسطوانية و اتخذت الطوابق العليا الشكل المثمن فى المئذنة الغربية.كما تطورت مئذنة الجيوشى على مأذنتين الحاكم
· موضع مأذنتين جامع الحاكم بأطراف الواجهة الشمالية الغربية، هو تأثير مغربى من جامع المهدية 303هـ/915م ، ولكنه لم يظهر باى مسجد اخر بمصر
· ظهرت المقرنصات لاول مرة فى مصر بمئذنة الجيوشى
· استخدمت القباب الضريحية الكبيرة فى بادئ الأمر بالمشاهد والأضرحة ثم أصبح يلحق بالجامع غرفة لضريح منشئ الجامع تغطيها قبة كبيرة وأستمر هذا النمط بمصر من أخر العصر الفاطمى ( جامع الصالح طلائع ) وحتى العصرالايوبى والمملوكى
· ظهرت المساجد المعلقة خلال العصر الفاطمى مثل جامع الصالح طلائع وهو تأثير من شمال أفريقيا واستمر استخدامه خلال العصور المختلقة بمصر
· تطور واجهات المساجد الفاطمية تطور كبير عن العصور السابقة خاصة واجهة الجامع الأقمر
· استخدام الحجر بجانب استخدام الطوب المحروق الذى انتشر فى العصور السابقة فقد استخدم الحجر بأجزاء من جامع الحاكم وواجهة الجامع الأقمر
المصادر:
- أحمد فكري: مساجد القاهرة ومدارسها، دار المعارف، القاهرة ، 1961 م
- سعاد ماهر :مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1971م
- احمد عبدالرازق احمد : تاريخ وأثار مصر الأسلامية من الفتح العربى حتى نهاية العصر الفاطمى، الطبعة الأولى ،دار الفكر العربى – القاهرة ، 1993م
- أحمد فكري: مسجد القيروان ،ط 1، دار العالم العربي، القاهرة ، 2009م
Post a Comment