تطور عمارة المساجد في العصر المملوكى الجركسى :
يسمى هذا العصر بالعصر الماسى للعمارة الأسلامية بمصر و تتمثل سمات العمارة بهذا العصر فيما يلى:
· استمر التخطيط التقليدى بهذا العصر والمتمثل فى صحن مكشوف او مغطى يكتنفه اربع ظلات مقدم ومؤخر ومجنبتين ، على غرار ما نشهده بمسجد برسباى بالخانقاة 841 هـ ، مدرسة قانى باى الجركسى 845 هـ /1441م
· استخدم المماليك الجراكسة نظام التخطيط الايوانى الى جانب النظام التقليدى ، وتعدد انماط هذا الطراز فى ذلك العصر :
النمط الأول :
صحن مكشوف او مغطى يحيط به ايوان واحد يشغل الضلع الجنوبى الشرقى ، وهو ايوان القبلة.
- مدرسة أيتمش البجاسى 785هـ/ 1383م
- مسجد فرج بن برقوق ( زاوية الدهيشة) 811هـ/ 1408 م
النمط الثانى :
صحن مكشوف او مغطى يحيط به ايوانين متقابلين ، الايوان الرئيسى هو الايوان الجنوبى الشرقى يقابله الايوان الشمالى الغربى.
- مدرسة اينال اليوسفى 794-795هـ / 1391-1392م
- مدرسة قانى باى المحمدى ( بالصليبية ) 816هـ/ 1413م
- خانقاه السلطان الاشرف برسباى بقرافة المماليك 835هـ/ 1432م
النمط الثالث :
النمط المتعامد ، وهو عبارة عن صحن او دورقاعة يحيط بها أربعة ايوانات أكبرها ايوان القبلة ، أو ايوانين وسدلتين.
- مدرسة برقوق 786-788هـ/1384-1386م
- مدرسة الاشرف برسباى (الصاغة) 826-829هـ/1422-1425م
- مدرسة السلطان قايتباى (قرافة المماليك) 877-879هـ/1472-1474م
- مدرسة الغورى ( الغورية ) 909-910هـ/ 1503-1504م
· التخطيط الذى يجمع بين الايوانات والاروقة :
ظهر هذا التخطيط فى مجمع السلطان برقوق 786-788هـ/1384-1386م ، وكان فى بادئ الامر مقتصر على ايوان القبلة فقط حيث تم تقسيم ايوان القبلة بواسطة بائكتين الى ثلاثة اروقة ، ولكنه تطور فى خانقاة الناصر فرج بن برقوق بقرافة المماليك 801-813 هـ /1399-1411 م، حيث قسمت الايوانات الاربعة الى اروقة.
· بالغ الفنان المملوكى فى زخرفة المحاريب حيث طلى بعض المحاريب بماء الذهب مثل محراب مدرسة برقوق بالنحاسين 786-788 هـ /1384-1386م ، فى حين وصلت الينا بعض المحاريب الحجرية العارية الزخارف مثل محراب خانقاة فرج بن برقوق 801-813 هـ /1399-1411م ، وفى أواخر العصر الجركسى وجدت بعض المحاريب الحجرية المزخرفة بزخارف نباتية بارزة مثل محراب مدرسة قايتباى بالقرافة 877-879 هـ /1472-1474م
· تطور القباب فى العصر المملوكى الجركسى :
تطورت القباب فى العصر المملوكى الجركسى تطورا كبيرا ، ومن أهم مظاهر هذا التطور مناطق الانتقال حيث تطورت مناطق انتقال القباب سواء الداخلية او الخارجية .
- مناطق الانتقال الداخلية :
تعددت حطات المقرنصات المكونة لمنطقة الانتقال ،من خمسة حطات إلى ثلاث عشرة حطة وهو مايمثل قمة التطور كما نشهده فى قبة السلطان الغورى
- مناطق الانتقال الخارجية :
تطورت مناطق الانتقال الخارجية بشكل لا مثيل له فى العمارة الأسلامية عامة والعمارة المصرية خاصة ، كما تعددت أشكالها .
1- أصبحت مناطق الانتقال الخارجية على شكل مثلث قاعدته لاعلى و قمته لاسفل وقد ساعد ذلك على ثبات وقوة منطقة الانتقال لضمان تحمل الوزن الثقيل للقباب الضخمة بالاضافة الى أضفاء شكل زخرفيا وجماليا رائعا.
- قبتى خانقاة فرج بن برقوق
- قبة جامع المؤيد شيخ
- قبة مدرسة ومدفن برسباى
2- ظهر نوع أخر من مناطق الأنتقال يتكون من مثلثين فى كل ركن من الأركان العلوية لمربع القبة قمتهما لأسفل وقاعدتهما لأعلى يحصران بينهما شكل هرمى بارز او اثنين وأحيانا ثلاثة أشكال هرمية وبذلك تم تحويل مربع القبة الى عشرين ضلع مثل قبة قانصوة ابو سعيد
· وصلت الزخارف االخارجية لسطح القبة قمتها فى العصر المملوكى الجركسى
· وظهرت القبوات المتعارضة فى العصر المملوكى البحرى كما فى جامع الظاهر ببيرس1266م وسنجر الجاولى 1303-1304م و السلطان حسن سنة 1356م، بينما ابرز التأثيرات ظهرت فى العصر المملوكى الجركسى كما تتجلى هذة التأثيرات فى القبوة التى تعلو أسطوان المدخل بجامع اولجاى اليوسفى 774هـ/1373م وجامع المؤيد شيخ 818-823هـ/1415-1420م .
· استمر شكل المأذنة على ماكانت عليه خلال العصر المملوكى البحرى ، و أن امتازت بجمال النسب وروعة الانسجام ، وتتكون من ثلاثة طوابق الاول مربع الشكل ثم الطابق الثانى مثمن الشكل يليه الطابق الثالث الدائرى الشكل ، وقد بلغ الجزء العلوى ذروته فى جمال النسب ورشاقة التصميم وخير مثال على ذلك مئذنة السلطان برقوق بالنحاسيين 1384م ، خانقاة فرج بن برقوق 1410م ، مسجد المؤيد شيخ 1415-1420م ، ضريح ومسجد السلطان الغورى 1503م ولعل اجمل وأعظم المأذن المملوكية مئذنة السلطان قايتباى بصحراء المماليك من حيث جمال النسب ودقة التفاصيل المعمارية ، وأصبحت المأذن غنية بالزخارف ،واستخدمت التكسيات الرخامية كما بمئذنة مجموعة السلطان برقوق 786-788 هـ / 1384-1386م ، وازدادت حطات المقرنصات كما بمئذنة قايتباى 877-879 هـ /1472-1474م ، وزخرفت مئذنتين مسجد المؤيد شيخ بالقاشانى فى الطابق المثمن فى الزخارف الزجزاجية ، وفى نهاية العصر المملوكى الجركسى انتشرت المأذن المتعددة الرؤوس.
· تعدد رؤوس المأذن بالعصر المملوكى الجركسى: بداية ظهورها بمئذنة جنبلاط بباب النصر 905هـ/1500م ، ثم فى مدرستى قانى باى الرماح يليهما مئذنة الغورى وكانت مكونة من أربع رؤوس منفصلة سنة 909 هـ /1503م ثم أعيد بناءها برأسين ثم أصبحت بخمس رؤوس بعدما رممتها لجنة حفظ الاثار كما أنشئ السلطان الغورى مأذنة مزدوجة بجامع الأزهر 915 هـ /1507م ،كما ظهرت هذة الظاهرة بمدينة القصر فى الواحات مما يدل على انتشار هذة الظاهرة فى ربوع مصر.
المصادر:
- السيد عبد العزيز سالم : القاهرة مدينة المأذن ، المجلة ، ع 16 ، رمضان 1377 هـ/1958م.
- صالح لمعي مصطفي : القباب في العمارة الاسلامية ، دار النهضة العربية – بيروت ،1987م.
- سعاد ماهر محمد : مساجد مصر واولياؤها الصالحون ، ح 4 ، المجلس الاعلي للشئون الاسلامية – وزارة الاوقاف ،1971م.
- فهمي عبد الحليم : العمارة الاسلامية في عصر المماليك الجراكسة عصر السلطان المؤيد شيخ ، وزارة الثقافة المجلس الاعلي للاثار،1970م.
- محمد امين ، ليلي علي ابراهيم : المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية 648 – 923 هـ / 1250 – 1517 م الجامعة الامريكية بالقاهرة ، الطبعة الاولي 1990 م .
- مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية وإحياء تراث العمارة الأسلامية: اسس التصميم المعماري والتخطيط الحضري في العصور الاسلامية المختلفة بالعاصمة القاهرة، منظمة العواصم والمدن الاسلامية، 1411 هـ / 1990 م .
- حسن عبد الوهاب : تاريخ المساجد الاثرية ، ح 1 ، الهيئة المصرية للكتاب – القاهرة ، 1994م .
- عاصم محمد رزق : دراسات في العمارة الاسلامية مجموعة بن مزهر المعمارية بالقاهرة 884 هـ / 1479 م دراسة اثرية معمارية ، وزارة الثقافة – مطابع المجلس الاعلي للاثار ،1994م.
Post a Comment