المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

إمارة أرطغرل بك

إمارة أرطغرل بك

(التمهيد للإمارة العثمانية )

 

        ينتسب العثمانيون إلى عشيرة قابى التركية، وهى من الأتراك الأغوز ، وقد هاجرت إلى أسيا الصغرى فى أوائل القرن الثالث عشر الميلادى ، ويكتنف الغموض الحياه السياسية المبكرة لهذه العشيرة ،وكل ما يعرف عنها أنها وصلت إلى أعالى الجزيزة بين دجلة والفرات فى عهد زعيمها كندز ألب ، وسكنت فى المراعى المجاورة لمدينة خلاط (قصبة أرمينيا الوسطى ) ، إلى أن تركتها حوالى عام (626هـ/1229م) نتيجة للأوضاع السياسية بالمنطقة بفعل الحروب التى أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمى وهبطت إلى حوض نهر دجلة.

        توفى كندز ألب فى العام التالى ، وترأس العشيرة من بعده ابنه أرطغرل الذى أصطحبها- عشيرته- إلى أرزنجان (بلدة قريبة من أرزن روم) حيث ساعد قوات سلاجقة الروم ضد القوات الخوارزمية ، وقد أبلى أرطغرل وعشيرته بلاء حسنا فى هذه المعارك، مما جعل السلطان السلجوقى علاء الدين قيقباد يقطعه أرضا بالقرب من أنقرة ثم بعد ذلك أقطعه أرضا فى أقصى الشمال الغربى من الأناضول على الحدود البيزنطية ، فى المنطقة المعروفة بسكود حول إسكى شهر ، حيث بدأت عشسرته هناك حياه جديدة ،وبالأضافة إلى ذلك منحه السلطان السلجوقى أيضا لقب "أوج بك" أى محافظ الحدود ، ومنحه هذه الأراضى أيضا، هكذا وضع حجر أساس الدولة العثمانية .

        وقد كان أرطغرل بك هذا طموحا فلم يكتفى بهذه الأراضى التى قدرت مساحتها من 1000 إلى 2000 كم2، بل شرع فى مهاجمة ممتلكات البيزنطين فى الأناضول باسم السلطان السلجوقى ، فاستولى على مدينة اسكى شهر ، ووصلت مساحه أراضيه إلى 4800 كم2 تقريبا ، وتوفى أرطغرل عام (1281م )وعمره 90 عاما ودفن فى سكود التى أتخذها قاعدة له ، كانت إمارته الصغيرة هذه تشمل وفقا للتقسيم الإدارى الحالى : سكود و بوزيوك التابعة لولاية بيله جك ، و دومانج التابعة لولاية كوتاهية، وناحية يارمجه الواقعة بين نهري بورسك وسقاريا التابعة لولاية اسكي شهر، والقسم الشمالي من اسكي شهر.

        وقد كان هناك عوامل ومميزات فى موقع هذه الإمارة الصغيرة ساعدت فيما بعد فى التوسع وزيادة أراضيها ، التى كان من أهمها بعدها عن مناطق الغزو المغولى ، وعن نفوذ الإمارات التركمانية القوية فى جنوبى الأناضول وجنوبه الغربى ، أما العامل الأهم فقد كانت هى الإمارة الوحيدة التى شكلت رباطا يواجه المناطق البيزنطية التى لم تفتح بعد، وجلب إليها هذا الوضع أعدادا كبيرة من التركمان الطامعين فى الغزو والجهاد ، والدراويش الباحثين عن مريدين ، والمزارعين الفارين من المغول ، وقد كانت هذه الأراضى الخصبة هى المكان الأفضل لهم.

المصادر

·         أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية ؛ ترجمة عدنان محمود سلمان ؛الجزء الأول ، مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا ،استانبول 1988م

·         محمد سهيل طقوس: تاريخ العثمانين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ، الطبعة الثالثة ، دار النفائس،بيروت 1434هـ/2013م

 

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90