مقياس النيل بالروضة

مقاييس مياه الفيضانات

المقاييس نوع من المنشآت المائية تستخدم فى متابعة مستوى فيضان النهر نقصا أو زيادة لما لذلك من أهمية فى تأمين المياه اللازم لسد حاجات الناس والأراضى الزراعية فإذا وصل مستوى فيضان نهر النيل إلى 17 ذراع يعد كافيا لتأمين تلك الحاجات .

ولذلك اهتم الحكام ببناء تلك المقاييس على ضفاف نهر النيل التى بقى منها مقياس النيل بالروضة الذى عرف بالمقياس الهامشى أو الجديد أو الكبير .

وقد شيد هذا المقياس على عهد الخليفة العباسى المتوكل على الله جعفر بن المعتصم سنة 247هـ/861م وأشرف على عمارته وهندسته أحمد بن محمد الحاسب فى ولاية يزيد بن عبدالله التركى (241هـ/250هـ), وبناء المقياس يتكون من :

(1) بئر مربع مقسم إلى ثلاثة أدوار السفلى عبارة عن دائرة يعلوها مربعان متدرجان فى الحجم يمثلان الدور الثانى والثالث وبكل دور نفق لتوصيل البئر بفرع النيل من خلال فتحات فى الضلع الشرقى بكل دور وهذه الفتحات معقود بعقود مدببة تقوم على عمد رخامية مثمنة تعلوها تيجان ويدنوها قواعد ناقوسيه الشكل وهذه العقود هى أقدم نماذج العقود المدببة فى تاريخ العمارة الإسلامية المصرية وكذلك قواعد الأعمدة الناقوسية التى سوف ينتشر استخدامها فيما بعد فى معظم قواعد الأعمدة الإسلامية المصرية.

(2) عمود رخامى بدنه مثمن يبلغ طوله 10.5م يرتكز فى وسط البئر وهذا العمود محفور عليه علامات قياس الأذرع والقراريط عن طريقها يتم تحديد زيادة نهر النيل أو نقصانه وبالتالى يمكن تحديد نسبة الخراج من عدمه فإذا بلغ الفيضان ستة عشر ذرعا يعد ذلك أيذانا ببدء الاحتفال بوفاء النيل وبه يستحق السلطان أو الحاكم خراج على بلاد مصر وأن كل عن ذلك فلا خراج لهذا العام .

(3) يوجد سلم يبدأ من فوهه البئر ينزل إلى قاع المقياس بواسطة درج عدده 51 درجة .

(4) طبلية من الخشب تستخدم كأساس يرتكز عليه عمود المقياس حتى لا يتعرض للانهيار أو الهبوط فى حالة هبوط أرضية المقياس وبالإضافة إلى هذه الأرضية الخشبية تم تثبيت العمود من أعلى برابط خشبى أو كمره أفقيه مزدانه بكتابات كوفية باللونين الأزرق والذهبى.

كما نقشت حول جدران المقياس وعقوده كتابات قرآنية تشير إلى أهمية الماء والزرع ثم التصلية على النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

(5) مادة بناء جدران المقياس عبارة عن كتل من الحجر الجيرى المنحوت نحتا جيدا ثم ربطها بواسطة مونه وتمتاز هذه المونة بقدرتها على مقاومة التحلل مع ملاحظة عبقرية مهندس المقياس فى تطبيق نظرية زيادة سمك هذه الجدران من أعلى إلى أسفل بحيث تقاوم زيادة الضغط الأفقى لطبقات الأرض كلما زاد العمق من أعلى إلى باطن الأرض.

المصادر:

· كمال الدين سامح: العمارة الإسلامية فى مصر

· كمال عنانى : الآثار الإسلامية في المغرب