المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

جامع القرويين بفاس

جامع القرويين بفاس

 

أهمية الجامع:

ترجع شهرة هذا الجامع إلى أنه كان ولا يزال بمثابة جامعة قديمة يمكن مقارنتها بجامعة الأزهر فى القاهرة .وهو بعد هذا الجامع أقدم جامعة أنشئت فى تاريخ العالم لازالت العلوم تدريس فيه حتى الآن وقد بدأت شهرة هذا الجامع العلمية منذ عهد المرابطين نتيجة نزوح كثير من العلماء وطلاب العلم إلى مدينة فاس . بعد أن ذاع أمر القرويين واشتهرت فاس كعاصمة علمية تشد إليها الرحال لطلب العلم من داخل المغرب وخارجه .

 

تاريخ وتطور عمارته :

يرجع بناء هذا الجامع إلى عهد دولة الإدراسه حيث شيدته السيدة فاطمة الفهرية عام 245هـ.

وقد حاول الأستاذ مارسيه استخلاص صورة المسجد القديم من صورته الحالية فذكر بأن بيت الصلاة القديم كان يمتد من البلاط الرابع من جهة الصحن إلى نهاية البلاط السابع من المسجد الحالى. وأنه كان يتكون من أربعة بلاطات موازية لجدار القبلة يتوسطها بلاط طولى عمودى على جدار القبلة أكثر اتساعا وارتفاعا من هذه البلاطات، ويفضى مباشرة إلى المحراب ويتكون هذا البلاط من صفين من العقود المتجاوزة لنصف الدائرة .

أما صحن الجامع القديم فكان يشغل مكان البلاطات الثلاثة الأولى ابتداء من العنزة أو مكان المحراب الرمزى . والمئذنة القديمة كانت تقع فى الضلع الشمالى من المسجد على نفس محور المحراب بجدار القبلة على غرار مئذنتى جامع القيروان وقرطبة ومئذنة العروس بجامع دمشق .

 

المسجد فى عهد الأمراء الزناتيين :

ظل المسجد محتفظا بشكله الذى كان يتسم بالبساطة فى عهد الادارسة إلى أن تولى أمراء زناته حكم فاس حيث قام الأمير أبى العباس أحمد بن أبى بكر الزناتى بتوسعه المسجد بإعانة ماليه من الخليفة عبدالرحمن الناصر.

وشملت هذه الزيادة الجامع من جهاته الشرقية والغربية والشمالية وهدم المئذنة القديمة التى كانت فوق العنزة أو المحراب الخشبى من جهة الصحن وبنى المئذنة الحالية .

ونظراً لأن هذه المئذنة وتلك الزيادة تمت فى الفترة التى خضعت فيها مدينة فاس للخليفة الأموى عبدالرحمن الناصر فقد تأثرت عمارتها بمآذن الأندلس لاسيما مئذنة جامع قرطبة واشبيليه.

 

المسجد فى عصر المرابطين :

قام الأمير على بن يوسف بأجراء زيادة بالجامع فهدم جدار القبلة وأضاف إلى بيت الصلاة ثلاثة بلاطات أخرى عرضية.كما أعاد بناء الباب الغربى للجامع وسماه باب الشماعين وتوج هذا الباب بقبة يدور حول قاعدتها نص تاريخى (صنعت هذا الباب والقبة وكلف بالبناء والتركيب فى شهر ذى الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة) . كما أقام أمام المحراب قبة تجلت فيها آيات الفن المعمارى والزخرفى حيث ازدانت مع المحراب بنقوش الذهب واللازورد والأصبغة المتعددة من أزرق وأحمر وأصفر وغطيت نوافذ القبة بزجاج غامق لتخفيف حدة الضوء.

وبهذه الزيادة اكتملت عمارة المسجد على ما هو عليه الآن والذى يتميز بوجود خمسة قباب من المقرنصات والضلوع البارزة موزعة على بلاطة الأوسط كما يتميز بسقفه السلم الذى يعلوه جوسق منشورى الشكل. وأبرز ما تركه المرابطون بالمسجد منبر من الخشب صنع فى عام 538 هـ من خشب الأبنوس والصندل والعاج ولايزال هذا المنبر محفوظا بجامع القرويين .

كما ألحق المرابطين بالجامع مسجد صغير فى الجهة الجنوبية من الجامع يعرف بجامع الجنائر وهو عبارة عن بناء مربع تعلوه قبة من المقرنصات ويحيط بجدرانه عقود توأميه متجاوزه تستند على تيجانها على الطراز القرطبى .

 

أعمال الموحدين بجامع القرويين :

من أهم ما تركه الموحدون بالجامع الثريا الكبرى التى لا تزال إلى اليوم شاهده على الحضارة الموحدية وروعه وإبداع الفن المغربى. وفى عام 617هـ فتح باب بالجامع يسمى باب الوراقين وأقام عليه قبة مقرنصه مصنوعة من الجص.

 

المسجد فى عهد الإشراف السعديين :

قام الشرفاء السعديون بإجراء بعض الإضافات بالجامع كان من أهمها سنة 996 هـ عمل حوض من الرخام أدنى المئذنة كما أقام عند منتصف رواق المجنبه المطلة على الصحن جوسق بارز محمول على أعمدة وفى الطرف الآخر من الصحن أقام جوسق غربى فوق حوض الرخام الذى بادنى المئذنة وهو تصميم مشابه لتصميم بهو أو صحن الأسود بقصور الحمراء .

المصادر:

Marçais, G., L'architecture musulmane d'Occident, Paris, 1954

-        أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز(البكري) : المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب، مكتبة المثنى،, 1964م

-       كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م

 


































 

الصور من موقع

 flickriver.com

شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90