السلطان محمد الاول جلبي )816- 824 هـ/ 1413 - 1421 م (
)الجزء الأول)
تولى السلطان محمد جلبي خلفا لأبيه بايزيد الأول في ظروف تعد الأشد قسوة للدولة العثمانية الناشئة حيث هزيمة بايزيد الأول في موقعة أنقرة كان لها أسوء الأثر من جوانب كثيرة لعل أهمها إعلان الإمارات التركمانية استقلالها عن الدولة العثمانية، ومن جانب أخر صراع العرش الذي دار بين ابناء بايزيد الأول كل هذا بجانب أن القوى الأوروبية تراقب هذه الأوضاع عن كثب للانقضاض على الدولة العثمانية لتسترد هذه الأراضي التي سلبت منها ولتقضي على هذه الدولة وفي وسط كل هذه الأوضاع تولى السلطان محمد جلبي الحكم وقد قضى أعوام حكمه الثماني في ترميم الدولة العثمانية حتى إن بعض المؤرخين العثمانيين يعتبرونه "المؤسس الثاني للدولة ".
الوضع الأوروبي:
بدأ السلطان محمد جلبي حكمه بتبريد الجبهة الأوروبية حتى يأمن شرهم، فجدد المعاهدة المبرمة مع الإمبراطور البيزنطي مانول الثاني،وأقام علاقات ودية مع أمراء الصرب وألبانيا والبلغار وغيرهم، ومن جانب أخر ركنت البندقية إلى الهدوء بعد إنشاء محمد جلبي لأسطول في غاليبولي فأصبح بإمكانه التصدي للبندقيه في البحار وخاصه في مناطق المضائق.
الوضع في اسيا الصغرى:
بعد أن قام السلطان محمد جلبي بالاطمئنان على الجانب الأوروبي تفرغ لأخماد ثورات الإمارات التركمانية في اسيا الصغرى، حيث أعلن قرة جنيد تمرده في أيدين فهاجمه السلطان محمد جلبي ودخل عاصمته إزمير ثم عفا عنه وعينه حاكما على نيقوبوليس، ثم قام بإخماد ثورة ابن عمته الأمير القرماني محمد (الذي أخرج أثناء ثورته عظام خاله بيازيد الأول وأحرقها وعلى الرغم من هذا العمل البشع عفا عنه محمد جلبى) وأجبره على الخضوع واستعاد منه بعض القلاع منها بيشهر واق شهر.
ويلاحظ أنه وسط كل هذه الاضطرابات أخضع السلطان محمد جلبي ثورة أخيه مصطفى المطالب بالعرش و الذي استعان ببعض القوي الأوروبية من بينها الدولة البيزنطية والأفلاق، وبعد فشل ثورة مصطفى هذا هرب إلى سالونيك الذي رفض حاكمها تسليمه للسلطان العثماني ولكنه تعهد بعدم اخراجه من عنده طوال فترة حكم محمد جلبي الذى اضطر على الموافقة ليتفرغ لإخماد ثورة الشيخ بدر الدين.
المصادر
- أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية ؛ ترجمة عدنان محمود سلمان ؛الجزء الأول ، مؤسسة فيصل
للتمويل، تركيا ،استانبول 1988م
- أحمد أق كوندز وسعيد أوزتورك: الدولة العثمانية المجهولة 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية،وقف البحوث العثمانية، 2008م
- محمد سهيل طقوش: تاريخ العثمانين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ، الطبعة الثالثة ،
دار النفائس،بيروت 1434هـ/2013م
Post a Comment