سلطان محمد الأول جلبي
) الجزء الثاني ثورة الشيخ بدر الدين)
ثورة الشيخ بدر الدين:
واجه السلطان محمد جلبي أثناء حكمه، ثورة كبيرة تمثلت في قيام حركة عقائدية صوفية ذات أبعاد سياسية واقتصادية، هدفها التقريب بين الإسلام والمسيحية واليهودية وكانت هذه حركة الشيخ بدر الدين المشهور بابن قاضي سماونة، وينحدر هذا الشيخ من سلاجقة الروم حيث إن والده ابن اخت السلطان علاء الدين قيقباد، وظل الشيخ بدر الدين ينتقل بين بلاد العالم الإسلامي الأناضول و مكة و مصر حيث كان يتلقى العلم، وقد وصل شهرته وعلمه الحد الذي أصبح فيه استاذ لفرج ابن السلطان المملوكي برقوق.
و بدأت مرحلة جديدة من حياة الشيخ بدر الدين عندما عاش وطاف في مناطق غالبيتها من العلويين في أسيا الصغرى والبلقان مثل: كرمان ،وقرميان، وأيدين، وازمير وغير ذلك، ولما تسلطن موسى بن بايزيد عينه قاضيا لعسكره، ولكن عندما استطاع محمد جلبي التخلص من أخيه، قام جلبى بإرسال الشيخ بدر الدين إلى إزنيق وهنا بدأ يدعو إلى مذهبه التلفيقي.
ويلاحظ أن ثورة الشيخ بدر الدين استغلت الأوضاع السياسية المتدهورة في الأناضول والفراغ السياسي الذي سببه هزيمة العثمانيين في موقعة أنقرة وما سببه ذلك من تدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وفي وسط كل هذا ظهر الشيخ بدر الدين في دور المنقذ واتبعه النصاري من أرباب الإقتطاعات وكذلك اليهود أملا في القضاء على الدولة العثمانية.
وقد تحلى الشيخ بدر الدين بالدهاء الشديد حيث لم يعلن ثورته إلا في الوقت الذي كانت الدولة العثمانية منشغلة بالصراعات والدماء، وقد قسم بدر الدين هذا حركته بين اثنين من مريديه وهم طولا هو كمال ( من أصل يهودى واهتدى للإسلام ) الذي بدأ الثورة في مغنيسيا وأيدين، بيركلوجه مصطفى(من أصل نصراني واهتدى للإسلام) الذى أعلن الثورة في إزمير.
قام محمد الأول بإرسال جيش للتصدي للثائرين في إزمير لكنه هزم فأرسل جيشا أخر بقيادة بيازيد باشا، لكنه انتصر هذه المرة وقام بأسر بيركلوجه مصطفى وقتله مع كثير من أتباعه، ثم تحول نحو مغنيسيا بصحبة ولي العهد مراد حيث تصدى لطورلاق هو كمال فهزمه وصلبه.
وبذلك أخمدت هذه الثورة الخطيرة، فقام الشيخ بدر الدين بالهروب من إزنيق وانتقل الى دوبروجة عن طريق البحر الاسود، واستقر في ديلي اورمان البلغارية ليدير الثوره من هناك، فتصدى له محمد جلبي الأول بنفسه وهزمه، وفر الشيخ بعد هزيمته، إلا أن اثنين من قادته خاناه وسلماه للسلطان الذي أعدمه، وبذلك انتهت هذه الثورة.
وفاة السلطان محمد جلبى:
توفى السلطان محمد جلبى عام 824 هـ/1421 م، بعد أن قام بمعالجة الدولة العثمانية لكثير من جروحها ممهدا الطريق لخليفته وابنه السلطان مراد الثاني في استكمال ترميم الدولة العثمانية.
المصادر
- أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية ؛ ترجمة عدنان محمود سلمان ؛الجزء الأول ، مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا ،استانبول 1988م
- أحمد أق كوندز وسعيد أوزتورك: الدولة العثمانية المجهولة 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن
الدولة
العثمانية،وقف البحوث العثمانية، 2008م
- محمد سهيل طقوش: تاريخ العثمانين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ، الطبعة الثالثة ، دار النفائس،بيروت
1434هـ/2013م
.الصور من موقع ويكيبيديا








Post a Comment