المتابعون
Join on this site

كن من متابعي مدونتنا

السلطان بايزيد الثاني

 

السلطان بايزيد الثاني

886-918ھ/ 1481-  1518م

حياته وسياسته وأعماله الحضارية


 

1-  صراع السلطان بايزيد مع أخيه جم على السلطة:

   تولى السلطان بايزيد الثاني عرش الدولة العثمانية خلفا لأبيه السلطان محمد الفاتح والذي يبدو أنه كان غير متحمس له، وقد شهدت بداية حكم بايزيد الثاني صراع على الخحكم مع أخيه جم، هذا الأخير الذي لم يكن له مساعدين أقوياء في الدولة ولكنه أخذ في إثارة القلاقل فاستولى على مدينة بورصة وأعلن نفسه سلطانا عليها وعرض على أخيه السلطان بايزيد أن يتقاسما السلطة فرفض السلطان، وألتقى الأخوان في معركة كان الانتصار فيها للسلطان بايزيد الثاني فهرب الأمير جم إلى السلطان قايتباي.


   هرب بعد ذلك الأمير جم إلى فرسان الهيكل في جزيرة رودس فعرض السلطان بايزيد الثاني عليهم أن يدفع لهم 300 ألف دوكة ذهبية وألا يتعرض لهم مقابل إبقائهم على الأمير جم وألا يسمحا له بالخروج من الجزيرة، وبالفعل امتثل فرسان الهيكل للدولة العثمانية خوفا منها ورفضوا تسلميه لأي قوة أوروبية، إلا أن الضغط كان شديد عليهم من هذه القوة حتى تم تسليمه للبابا أنوسنت الثاني الذي جدد نفس العهد مع العثمانيين على عدم تسليمه والإبقاء عليه، ولكن بعد موت هذا البابا قام خليفته البابا إسكندر الذي دس للأمير جم السم وقتله قبل تسليمه للقوى الأوروبية الذين كان لهم مشروع ضخم للاستيلاء على إستانبول، وتم تسليم جثته الأمير للعثمانيين وكان ذلك عام (900ھ/  1495م).




2-  بداية صراع الدولة العثمانية مع دولة المماليك الجراكسة:

   كان السلطان بايزيد الثاني محبا للأدب غير ميالا للحروب، وذلك على عكس حال والده السلطان محمد الفاتح، ولكن على الرغم من ذلك أجبر على الدخول في مناوشات مع جيرانه الذين كان أهمهم دولة المماليك الجراكسة الحاكمة لمصر والشام، ونشبت هذه الصراعات على حدود الدولتين، وكان هذا بداية الحروب بين القوتين الأكبر في العالم الإسلامي في ذلك الوقت ولكن انتهى الأمر بينهما بالصلح بعد تدخل باي تونس وتم تهدئة الوضع.

 

 

3-  سياسة الدولة العثمانية مع القوى الأوروبية في عهد السلطان بايزيد الثاني:

    وعلى جانب اخر فشلت القوات العثمانية في وقف تقدم القوى المسيحية على حساب المسلمين في الأندلس حيث أرسل السلطان بايزيد بحريته لتقصف موانئ إسبانيا لكن كل هذا لم ينجح، وتقلص حكم المسلمين في الأندلس إلى مملكة غرناطة فقط، ولكن على الرغم من هذا كانت الدولة العثمانية في هذا الوقت قوة عظمى تسعى كل الدول الأوربية لاستمالتها إلى جانبها من أجل تحقيق مصالحها.


4-  الاضطرابات الداخلية في الأناضول والصراع مع الصفويين وتنازل بايزيد الثاني عن العرش لابنه سليم:

   حدثت في عهد السلطان بايزيد الثاني عدد من الاضطرابات الداخلية في الأناضول، حيث ثارت الأسرة القرمانية على الدولة العثمانية حيث إن القرمانيين كل هذا كانوا غير قابليين للحكم العثماني، وحدث في نفس الوقت قيام الدولة الصفوية الشيعية في إيران بقيادة الشاه إسماعيل، هذا الشاه الذي تقابلت أهدافه مع القبائل التركمانية الثائرة على العثمانيين فشجعهم الشاه إسماعيل على تمردهم مما أدى إلى نشوب صراعات كثيرة بين الدولتين العثمانية والصفوية.


   كان السلطان بايزيد الثاني ذو سياسة حذرة فلم يرضى أن يدخل في حرب ضد الدولة الصفوية، ولكن ظلت الصراعات تتزايد بين الدولتين، ومما جعل الوضع أكثر تعقيدا هو دخول ابنه الأمير سليم في صراعات حدودية بين الصفويين، وأصبحت الأمور في الأناضول في وضع مضطرب نتيجة ثورات التركمان، وفي وسط كل هذه الصراعات لم يبد السلطان بايزيد الثاني أي رد فعل تجاه عداء الصفويين مما أغضب الإنكشارية، وقد أدرك السلطان بميلهم الواضح إلى الأمير سليم، فاضطر بايزيد الثاني تحت هذه الضغوط أن يتنازل على العرش لابنه الأمير سليم (918ھ/ 1512م)، وقد جلس بايزيد في قصره 11 يوما ثم توجه إلى ديموتيقا (باليونان) حيث مات في الطريق.


5-  الأعمال الحضارية للسلطان بايزيد الثاني:

   ويلاحظ أنه على الرغم من سياسة السلطان بايزيد الثاني المسالمة وضعف شخصيته التي أدت إلى طمع الشاه إسماعيل الصفوي في الأناضول، وأيضا إلى نشوب الصراع بين أبناء بايزيد على الحكم والذي انتهى بتنازله عن العرش لابنه سليم الأول، إلا أن عصر السلطان بايزيد الثاني امتاز بالمنشآت المعمارية الفخمة، وإنشاء شبكات من الطرق والجسور، وعدد من الأعمال الحضارية، والتي كان أبرزها، جامع البايزيدية بإستانبول تجاه القصر القديم، هذا الجامع الرائع البناء، والذي من روعته عرف الحي المحيط به باسمه واسم بانيه السلطان بايزيد.


المصادر:

أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية ؛ ترجمة عدنان محمود سلمان ؛الجزء الأول ، مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا ،استانبول 1988م

أحمد أق كوندز وسعيد أوزتورك: الدولة العثمانية المجهولة 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية، وقف البحوث العثمانية، 2008م

محمد سهيل طقوش: تاريخ العثمانين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ، الطبعة الثالثة ، دار النفائس،بيروت 1434هـ/2013م



شارك الموضوع
Comments
AdSpace768x90
AdSpace768x90
AdSpace768x90