مسجد حسان
يعد واحد من أهم مساجد الموحدين بالمغرب ، تحديدا بمدينة الرباط ،شيده الخليفة أبو يوسف يعقوب وتوقف العمل فيه بعد موته ولم يتم حتى الآن
موضوعات ذات صلة
.
وقد اندثر هذا الجامع بسبب الكوارث الطبيعية التى حلت به وكان من أخطرها زلزال سنة 1755م ومع ذلك فإن أثاره الباقية ومئذنته أحدى الشقيقات الثلاث لمئذنه الكتبية بمراكش والخيرالد بأشبيليه .
فضلا عن أوصاف المؤرخين لها كل ذلك يشهد بمدى عظمه هذا الجامع الذى يعد رمزاً لفخامة دولة الموحدين وذوقها فى التناسق الجامع بين وحدة الفن الشرقى والفن الأندلسى المغربى من جهة وبين الفخامة والبساطة من جهة أخرى حيث أقيم الجامع على مساحة شاسعة شمال شرق مدينة الرباط على ارتفاع حوالى 30م فوق سطح البحر وبإمكانيات ضخمة مكنت القائمين على بناؤه ومهندسه من تحقيق فكرة التماثل .
وقد تضاربت الآراء حول تاريخ بناء هذا الجامع والراجح أن الخليفة يعقوب المنصور الذى شهد عصره ذروة المجد والسلطة الموحدية قد شيده فى عام 592هـ/1184م ولم يتم بناؤه كليا كما سبق الإشارة باستثناء مئذنته التى هى أقرب عهدًا من منارة الكتبية بمراكش ومنارة جامع اشبيلية المعروف بالخيرالدا، وهي كمنارة الجامع الأموي في دمشق، يبلغ عرضها ربع طولها حسب التقليد المعماري 64 مترًا وهو ما يجعل من منارة حسان أعظم منارة في الغرب الإسلامي.أما الجامع فإنه مربع المساحة تقريبًا هندسي التقسيم لتساوي سواريه الفاصلة بين صحونه الواسعة، ومحرابه المربع الشكل ، على خلاف المحاريب المغربية، وهو منحرف بعض الشئ عن القبلة مثل جامع القرويين. ويتألف المسجد في قسمه الشمالي من واحد وعشرين بلاطاً وسبعة أساكيب، يليه قسم آخر جنوباً يتوسطه أحد عشر بلاطاً، يعترضها أحد عشر أسكوباً، ويحف به من كل جانب شرقًا وغربًا صحن مستطيل تليه بلاطتان أخريان بطول البلاطات المتجهة من الصومعة إلى القبلة، وسقوفها أكثر ارتفاعًا عن بقية الأسقف.
ومع أن صومعة مسجد حسان حلقة في سلسلة صوامع المنصور بالكتبية والقصبة واشبيلية، غير أن مهندسها استعمل الحجر المنجور، وقد ضاع بفعل الزمن جزؤها العلوي أو أنها لم تتم أصلا، ولا زالت زخرفتها المعمارية المتنوعة على أوجه الصومعة بعقودها وتوريقاتها تعكس فخامة الفن الموحدي.
المصادر:
- كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م
الصور من موقع
Post a Comment