جامع صفاقس الكبير
الموقع :
يقع هذا الجامع فى مدينة صفاقس القديمة بحيث يطل بواجهاته الأربعة على أسواق المدينة وأحيائها القديمة.
المنشىء وتاريخ الإنشاء :
منشىء هذا الجامع هو القاضى على بن سالم الجبنيانى تلميذ وأخو الفقيه الكبير سحنون بن سعيد من الرضاعة .
وقد اتفقت الآراء حول تاريخ ابتداء على بن سالم بنيان هذا المسجد فى سنة 235هـ/849 ولكنها اختلفت فى تاريخ الانتهاء من عمارته فقيل كان ذلك فى عام 236هـ/850م وقيل فى سنة 240هـ/854م .
موضوعات ذات صلة:
وقد طرأ على هذا المسجد العديد من الإصلاحات والتجديدات التى لم تمس البناء القديم ولحسن الحظ يوجد نقشيين كتابيين فى الواجهة الشرقية من المسجد يؤرخان بعض هذه الإصلاحات التى تمت فى عامى 378هـ/988م و 478هـ/1085م .
كما تم زخرفة الجامع خلال العهد الزيرى وجرى تغير كثير من أصوله الزخرفية خلال القرن 6هـ/12م قبل أن يستعيد شكله الأصلى فى أعمال الترميم التى جرت فى القرن 12هـ/18م.
وأخيرا نجد نصاً شعريا منقوشا على المحراب الحالى يثبت اسم كاتبه وتاريخ إنشاء المحراب فى عام 1172هـ/1759م .
تخطيط الجامع :
يحتل مسجد صفاقس مستطيل غير منتظم الأضلاع وهو من أكثر مساجد المغرب اتساعا .
وينقسم هذا المستطيل إلى بيت للصلاة وصحن ومجنيتان وموخر.
بيت الصلاة مقسم إلى 9 بلاطات عمودية على جدار القبلة تقطعها سبعة أساكيب أو أروقه موازية لجدار القبلة ، والبلاط العمودى على جدار القبلة والموازى له أكثر اتساعا من بقية البلاطات.
ويتوج بلاط المحراب قبتان واحدة أمام المحراب، والثانية عند نهاية هذا البلاط من جهة الصحن مع ملاحظة أن قبة المحراب تنحرف قليلاً عن المحور حيث أضيفت فى القرن 6هـ/12م كما أن شكل الرواق الموازى لجدار القبلة من جهة الصحن يختلف عن بقية الأروقة الأخرى حيث ظهر كسقيفة مستقلة عن بيت الصلاة، ربما كان يستخدم كصحن للجنائز مثل مسجد بوفتاتة.
وللمسجد صحن مستطيل تدور حوله بائكة من عقود حدوية تقوم على صف من الدعائم المصلبة، ويطل على الصحن منها فى الجانبين الشمالى والجنوبى ثلاثة عقود، وفى المجنبتين الشرقية والغربية أربعة عقود.
ويتوسط الصحن بقايا مواجل لحفظ مياه الأمطار التى كانت تصب بها وهى شكل مثمن إضلاعه مجوفة ويسبق الماجل المتبقى ماجل أصغر حجما كان يترسب فيه الطمى الذى تحمله القنوات ويقوم الماجلان على قاعدة مستطيلة تغطى خزان يتصل بالماجل فى جوف الأرض.
السقف :
يغطى بلاطات بيت الصلاة قبوات متعامدة أو متقاطعة حلت محل السقف الخشبى الأصلى الذى لا يزال يغطى مجنبات المسجد، وهذه القبوات محمولة على عقود متجاوزه تربطها أوتار خشبية، وتقوم هذه العقود على أعمدة قصيرة تعلوها تيجان مجلوية من مبانى قديمة. ويتوجها قرم من الحجارة ترتكز عليها أرجل العقود بحيث يقف ارتفاع الأعمدة عند نهاية تلك القرم التى تربط بنياتها فى هذا المستوى روابط خشبية مدت بين صفوف الأروقة ومن فوقها ترتقى العقود التى تحمل السقف المقبب .
الواجهات :
لهذا الجامع أربع واجهات حرة لا تتصل بأيه منشآت أخرى وهى تطل على أسواق المدينة.
ويختلف سمك الجدران من واجهة أخرى كما يختلف ارتفاعها وأهم هذه الواجهات الواجهة الشرقية التى تعد الواجهة الرئيسية للجامع وينفتح فيها أربعة أبواب من جملة عشرة أبواب موزعة على واجهات المسجد الثلاثة الشرقية والغربية وبها أربعة أبواب كذلك وباب فى الواجهة الشمالية .
المئذنة :
تقع المئذنة فى الزاوية الشمالية الغربية للجامع وهى مشيده بالحجر المنحوت وليست بالمئذنة الأصلية التى ترجع إلى عهد الاغالبه حيث يوجد عليها كتابة بالخط الكوفى نطالع فيها اسم الأمير أبو المنصور محمد بن مليل وتاريخ 368هـ/978م .
وتتكون المئذنة من ثلاث طوابق أو دورات ذات مسقط مربع يبلغ ارتفاعها الإجمالى نحو 15م الطابق الأول أكبرها والطابق الثانى أصغر فى القطاع والارتفاع أما الطابق الثالث فهو أصغر الطوابق ويغطيه قبة مضلعة.
المصادر:
- أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز(البكري) : المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب، مكتبة المثنى،, 1964م
Marçais, G., L'architecture musulmane d'Occident, Paris, 1954
- كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م
Post a Comment