جامع المهدية
الموقع وتاريخ البناء:
مدينة المهدية عبارة عن شبه جزيرة يحيط بها الماء من ثلاث جهات، وكان المهدى الذى شرع فى بناء المدينة عام 301هـ قد استصغر مساحتها فردم جزء من البحرادخله فى المدينة فاتسعت وفوق هذا الجزء وداخل السور الجنوبى من المدينة شيد قصره وقصر ولى عهده ابى القاسم وجامع المهدية وبعض المنشآت الاخرى
وهكذا أقيم جامع المهدية على نتؤء صخرى بالضلع الجنوبى لشبه الجزيرة
موضوعات ذات صلة:
ويعد هذا الجامع من اهم النشآت الدينية الفاطميه فى المغرب فهو أول مسجد جامع يقيمه الشيعة الفاطمين بتلك البلاد حيث شرع المهدى فى بنائه عام 303هـ/915م
وقد جدد هذا الجامع تجديدآ كاملآ فى عام1960م تحت اشراف المعهد القومى للآثار بالمهديه بحيث لم يبقى من عصر البناء الا مدخل البارز وواجهته الشمالية
النظام التخطيطى للجامع:
يشغل جامع المهدية مساحة مستطيله يتوسطها صحن اوسط مكشوف يحيط به اربع ظلات
بيت الصلاه:
يشغل مساحه مستطيلة وهو مقسم إلى تسعة بلاطات عمودية على جدار القبلة يتوسطها ثلاثه اساكيب موازية لهذا الجدار ويتميز البلاط الاوسط العمودى على جدار القبلة بانه أكثر اتساعآ من بقية البلاطات وكذلك الاسكوب الاول الموازى لجدار القبلة شكل فراغ مربع أقيمت عليه قبه تتقدم المحراب
الظالتان الجنبيتان:
يطل على الصحن شرقآ وغربآ مجنبيتان تتكون كل مجنبه من بائكه من رواق واحد يعلوه قبوات متقاطعه
وتقتصر الظله الشماليه على بلاطه او رواق واحد موازى لجدار القبله عقوده متجاوره ترتكزعلى دعائم مبنية بالحجر ويغطى هذا الرواق قبوات متقاطعة
المحراب
يتوسط جدار القبلة وهو عبارة عن تجويف نصف دائرى به دخلات معقوده بعقود مفصصه يخرج من فصوصها ضلوع اشعاعية على شكل محاره مفصصه ويعلو المحراب طاقية على شكل قبية مفصصه
العقود:
عقود الجامع متجاوزه لنصف الدئرة تجاوزآ خفيفآ بحيث تميل الى الشكل الحدوى وتقوم هذه العقود على دعائم حجرية مستطيلة الشكل فى الرواق الشمالى وتنتمى الى عصر البناء الاول ، وبعضها مصلب فى رواق بيت الصلاة المطل على الصحن، اما بقية اروقة الجامع فقد تم استبدال الدعائم الحجرية والاقبية التى كانت تعلوها بأعمدة مزدوجة موزعة فى مجموعات رباعيه وبعضها مفرده تدنوها قواعد وتعلوها تيجان ذات وسائد حجرية
المداخل البارزة
مدخل الجامع من نوع المداخل البارزة التذكاريه وهو اقدم مدخل بارز في المغرب الاسلامى فى تاريخ العمارة الاسلامية وقد كان لهذا النوع من المداخل البارزة تاثيره على العمارة الفاطمية فى مصر ، كما كان له تآثيره على عدد من جوامع المغرب فى عهد
التكوين المعمارى للمداخل
يتكون المدخل من بدننين بارزيتين عن سمت الواجهه الشمالية كل منهما على شكل مستطيل وبين البدنتين فتحة مدخل معقودة بعقد حدوى وتؤدى فتحة المدخل بين البرجين الى ممر يعلوه قبة يوصل الى باب يعلوه عتب معقود بعقدعاتق ويودى هذا الباب الى الظلة الشمالية للجامع ومنها الى الصحن
ويشغل واجهة المدخل الامامية والجانبية زخرفة معمارية عبارة عن دخلات او تجاويف فى شكل طاقات صماء معقودة بعقود حدوية ونصف دأئرية
البرجان اللذان يكتنفان الواجهه الشمالية:
يستلفت النظر فى الشكل الخارجى لجامع المهدية المظهر الحربى الممثل فى وجود برجين كبيرين مربعان ابعادهما وبداخل كلآ منهما صهريج استخداما كخزانين للماء اوربما كمئذنتين يكتنفان ركن واجهة المسجد الشمالية الغربية
الدلاله الرمزية لواجهة الجامع الشمالية العربية:
أهتم المعمار فى هذا الجامع بواجهته الشمالية الغربية باعتبارها الواجهه الرئيسية للجامع وتجلى هذا الاهتمام فى تزويدها بمدخل بارز مغطى بقبة ويقع هذا المدخل على محور المحراب ويتصل ببيت الصلاة من خلال بلاطة الاوسط ومن هنا حاول الربط بين أهمية هذا المدخل الذى كان يدخل منه الخليفة بعد خروجه من باب القصر وبين بعض المفاهيم الشيعية التى تساعد على فهم جوانب من عمارة جامع المهدية اعتمادآ على بعض المصادر الدينية الشيعة التى نرى فيها صدى واضح لتفسير فكرة المدخل البارز المسقوف بقبة او قبو وذلك ان المهدى وخلفاوه كانوا من ظهورهم يركبون بالمظله وهى درقاعة مستديرة مثبتة فى روح يمسكها فارس من الفرسان يعرف بصاحب القبلة التى كانت من رسوم الدولة وخططها وفى اطار هذا المفهوم الذى يشير الى آتخاذ المظلة شعار الامامة يبدو ان المهدى عندما خطط جامعه حاول ان يخضع عمارته لمفهوم الرمزية التى يعتقدها الشيعة فعندما يترجل امام الجامع ليدخله فعليه ان يظهر التواضع والعبوديه لله وينصرف عنه حراسه للصلاة خلفه وتوفيقآ بين هذا وبين المحافظة على الرمزية التاريخية اى تكون المظلة ثابتة من بناء المدخل البارز خارج الجامع ثم الممر المغطى الذى يفضى الى الصحن ومنة الى بيت الصلاة
ومن هنا يمكن تفسير المدخل البارز المغطى وكذالك بلاط المحراب المغطى بقبة تتقدم المحراب واثنتان فى طرفى اسكوب المحراب فى اطار الربط بين الامام المهدى والمظلة
المصادر:
- أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز(البكري) : المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب، مكتبة المثنى،, 1964م
Marçais, G., L'architecture musulmane d'Occident, Paris, 1954
- كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م
الصور من موقع:
Post a Comment