الجامع الأموي الكبير في دمشق
فتحت دمشق عام 14 هـ/ 636 م ، ويعد الفتح كانت الحاجة ملحة لإقامة مكان لعبادة الله فيه وإقامة الصلاة ، وتم تأسيس أول محراب في دمشق هو محراب الصحابة القائم في الجهة الجنوبية الشرقية من جدار المسجد الحالي .
موضوعات ذات صلة
وبعد نقل الخلافة الأموية إلى دمشق أزداد عدد السكان وامتدت الدولة العربية الإسلامية وازدادت الفتوحات الإسلامية ، وحين ولي الوليد بن عبد الملك خلافة الدولة الأموية عام 71 للهجرة أصبحت دمشق عاصمة لأعظم دولة عربية إسلامية في التاريخ فقرر الوليد أن يبنى مسجدا يليق بعظمة الدولة ، وكان يوجد مكان المسجد معبدا قديما لذلك ارسل الوليد إلى ملاكه لمفاوضتهم على نصف المبني مقايضة مع أي مكان يقبلون بها وتمت المفاوضات بينه وبينهم إلى أن قبلوا بذلك.
تخطيط بناء الجامع الأموي في عهد الوليد بن عبد الملك
في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 86-96 هـ بنى الجامع الأموي وذلك بعد أن ترامت أطراف الدولة فأراد الخليفة الأموي أن يقيم بناء يكون رائعة من روائع العمارة في ذلك العصر يتناسب مع عظمة دولته ، وقال : وإني أريد أن أبني مسجدا لم يين من مضى قبلي ولن بينى من يأتي بعدي مثله ) .
وقد جمع له كل بناء حاذق واستعان بالبناء بين الدمشقيين إلى جانب الكثير من البناءين جاء بهم من أطراف دولته وقد قام ببناء المسجد أكثر : ۱۲ الف اثني عشر ألفا من العمال واستغرق عملهم عشرة سنوات وأنفق عليه أحد عشر مليونا من الدنانير وجاء في مسالك الأبصار : وحسبوا ما أنفقوا على مسجد دمشق فكان أربعمائة صندوق في كل صندوق أربعة عشرة ألف دينار ) .
مخطط الجامع الأموي وأقسامه:
مخطط الجامع الأموي مستطيل الشكل طوله 156 م وعرضه 97 م وجدرانه الخارجية مبنية من الحجارة الكلسية ذات مداميك كبيرة الحجم جزء منها من بقايا المبنى القديم ، إلا أن أكثر أقسامه جددت في العصور العربية الإسلامية المختلفة.
أبواب الجامع الأموي:
وللجامع أربعة أبواب وهذه الأبواب تربطه بأربعة محاور رئيسية للمدينة القديمة ، الأولى ، الباب الغربي ، وهو باب المسكية أو باب البريد ، وهو جنوب غرب الصحن . الثاني ، الباب الشرقي : وهو باب النوفرة أو باب جيرون ، وهو جنوب شرق الصحن الثالث ، الباب الشمالي : وهو باب الكلاسة أو باب الفراديس ، وهو وسط شمال الصحن . الرابع ، الباب الجنوبي : وهو باب الزيادة أو باب القوافين ، وهو غرب جنوب ظلة المسجد.
الصحن:
وهو القسم الغير مسقوف من الجامع طوله 122.5 م من الشرق إلى الغرب وتعرضه 50 جهة الشرق و 47.9 م جهة الغرب ، ويحيط به رواق من جهات الشمال والشرق والغرب ، ويتخلل الصحن ثلاثة قباب وهي :
القبة الأولى ، تقع في الوسط أعلى بحرة فواره اقيمت سنة 369هـ ، القبة الثانية في الجهة الغربية وتعرف بقية الخرينة أو قبة بيت المال وهي بناء مضلع ثمانى الأضلاع جميلة محمولة علی ثمانیه أعمدة ذات تبجان کورنثية ، القبة الثالثة : في الجهة الشرقية قبة أخرى محمولة على ثمانية عمد بنیت ايام المهدي سنة 160هـ وتعرف بقبه الساعات أوقبة زين العابدين
ظلة المسجد:
وهو بيت الصلاة وهو الجزء المسقوف من المسجد من ناحية القبلة ، ويقع في الجهة الجنوبية للصحن ومسقطه مستطيل أبعاده 139 م من الشرق إلى الغرب و 37 م من الشمال إلى الجنوب ، ويتألف من ثلاثة أروقة موازية للقبلة بينهما صفان من الأعمدة ذات التيجان الكورنثية تحمل قناطر دائرية فوق كل قنطرة قنطرتين صغيرتين كما هو الحال في الأروقة المحيطة بالصحن ، ويعترض الأروقة الثلاثة من وسطها رواق أكثر ارتفاعا وهو المجاز القاطع يتوسطه قبة تسمى قبة النسر ترتفع حوالي 36م محمولة على أربعة عضائض ضخمة فوقها رقبة مثمنة فتح في كل ضلع منها نافذتين
ويفصل بين المصلي والصحن واجهة بنيت وفق أروقة الصحن من حيث تناوب العضائض والأعمدة الحاملة لقناطرها ، وفي الوسط واجهة المجاز المتوسط للحرم و تتألف من ثلاثة أبواب بين برجين بارزين وتعلو هذه الواجهة قناطر دائرية الجانبيتان أصغر من الوسطى وهي محمولة على عضادتين بينهما عمودان ، ويعلو هذه الأبواب الثلاثة قوس كبير يحتوي على ثلاثة نوافذ وتنتهي الواجهة في اعلاها بجبهة مثلثة ، ويعطي ظلة المسجد أسقف مسنمة الشكل ( جمالونات ) وصفحت من سطحها الخارجي بقراميد الرصاص ومن الوجه الداخلي مبطنة بسقف من الخشب المزخزف والملون .
منشآت المصلی :
يوجد بئر ماء في شمال القسم الشرقي من الحرم ، ويعتقد أنه حفر زمن الفتح الإسلامي لدمشق
محاريب الجامع الأموي :
وللجامع أربعة محاريب في جهة القبلة جددت بعد الحريق الأخير ، وهي :
1- محراب المالكية : الشرقي ، وهو أول محراب في الجامع وسمي محراب الصحابة
2- محراب الحنفية : وهو المحراب الوسطى جانب المنبر وعلى محور قبة النسر
.3- محراب الشافعية : وهو غرب المنير
4- محراب الحنابلة : وهو في جهة الغرب
المنبر: وموقع المنبر الحالي لم يتغير منذ تأسيس الجامع وقد حدد بعد الحريق الأخير وهو مكسو بالرخام الأبيض المنحوت والغني بالزخارف النباتية وله باب من الخشب النفيس مطعم بالصدف
النوافذ : يستمد المسجد نوره من نوافذ مفتوحة في أعلى جدارية الشمالي والجنوبي وهي شبيهة بالقناطر العليا الموجودة في سائر الأروقة من حيث الشكل والمقياس والنوافذ الموازية للقبة مزخرفة بالزجاج الملون المعشق.
الجامع الأموي ثلاثة مآذن وهي
1 - مئذنة العروس " وهي في منتصف الجدار الشمالي للصحن . وسميت بالعروس لجمالها وبياضها ، وتلألأها بالأنوار
2- مئذنة عيسى : " وهي في الجنوب الشرقي لظلة المسجد . وهي مشيده فوق المبنى القديم
3- مئذنة قايتباي : وهي في الجنوب الغربي لظلة المسجد . وهي مشيده فوق المبنى القديم
المصادر:
عبد الرحمن بن حمزة النعمان : الجامع الأموي الكبير في دمشق تاريخه ، وأعمال الترميم والإصلاح التي جرت عليه ، أبحاث ندوة عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط ، جامعة الملك سعود ( 1419 هـ / 1999 م)
الصور من موقع
Post a Comment