أسوار القيروان
تعود أسوار القيروان الحالية إلى عام 460 هـ/ 1068 م وقد ظلت قائمه على حالها طوال عهد ملوك الدولة الحفصيه الذين عملوا على المحافظة عليها رغم أن أجزاء منها قد تهدمت عندما آل الأمر إلى الباى مراد الثالث سنة 1112هـ/ 1701م الذى جعل عقوبه أهل القيروان الخارجين عليه هدم دورهم وتخريب أسوار مدينتهم وعندما تولى حسين بأى عرش البلاد التونسية أعاد بناء ما تهدم من أسوار مدينة القيروان فيما بين سنتى 1117هـ/ 1705م و 1124/1712م . وفتح فيها بعض الأبواب مثل باب الجلادين وباب الخوخه وحذا حذوه ابناه محمد وعلى باشا الثانى فى تعهد أسوار المدينة وتجديد أبوابها فيما بين سنتى 1169هـ/ 1756م و 1185هـ/1772م .
موضوعات ذات صلة
وسور القيروان الحالى يحيط بالمدينة القديمة من أغلب جهاتها ويختلف ارتفاعه من ضلع إلى آخر حيث يتراوح ما بين 4م و 8م يتوجه شرافات ذات رؤوس مستدير ويتخلله أبراج بعضها مستدير الشكل والبعض الآخر متعدد الأضلاع أو مستطيل وهى مؤطره بألواح رخامية وينفتح بها ثمانية أبواب تربط بين المدينة وظاهرها معظمها من العهد الحسينى وبعضها تم فتحه فى العصر الحديث لتيسير حركة المرور بالمدينة .
ونذكر من أبوابها باب الجلادين المعروف حاليا بباب الشهداء ويتكون هذا الباب من دخلتين معقودتين بعقدين من النوع المنكسر يرتكزان أن على أعمدة وتيجان على الطراز العثمانى .
وتوجد على هذا الباب لوحة رخامية تتضمن أبيات شعرية وتاريخ تجديد الباب سنة 1185هـ/1772م .
وقد أقام المشير أحمد باى عند الركن الشمالى الغربى من هذه الأسوار قصبه كبيرة مساحتها حوالى 7000م2 تم تحويلها الآن إلى فندق سياحى وتقدم لنا أسوار القيروان نموذجاً للأسوار الأفريقية المشيده بالأجر والطابية التى تتألف من الجير والتراب والحصى المدكوك وهى تقنيه فى البناء شاع استخدامها فى عمائر المغرب فى عصر الموحدين ويكسو أجزاء من هذه الجدران قطع من الحجارة المنحوته وألواح من الرخام يزدان بعضها بزخارف نباتية ونقوش كتابيه تتنمى إلى طراز زخارف القرن 5هـ/11م والتى نراها بشكل واضح فى تيجان الأعمدة المزدانه بأوراق اكنش ومرواح نخيليه أما النقوش الكتابية فمنفذه بالخط الكوفى المزهر الذى تنتهى حروفه البارزة بمراوح نخيلية متعددة الفصوص مما يعد من مميزات الزخارف الكتابية الفاطمية والزيرية .
المصادر:
- كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م
Post a Comment