المدارس فى المغرب الإسلامى
انتقل نظام المدارس من المشرق إلى بلاد المغرب والأندلس حيث عرفت بلاد المغرب بناء المدارس منذ نهاية القرن الخامس الهجرى / الحادى عشر الميلادى وانتشرت فى عهد المرابطين مثل مدرسة فاس ومدرسة سبتة وفى طنجة وأغمات وسجلماسة وتلمسان ومراكش كما أزدهرت مدارس الأندلس فى عهد المرابطين .
موضوعات ذات صلة
وكانت قبائل المرابطين هى التى تمول هذه المدارس من خلال تخصيص بعض أعشار محصولاتها الزراعية لها، وتحبس بعض الأملاك من أجل الصيانة وتحمل تكاليف المدرسة، وكانت القبائل تتنافس فى بناء المدارس بالجبال والسهول، وكانت لكل قبيلة مدرسة أو مدرستان أو ثلاث مدارس وكانت هذه المدارس تأوى علم القيروان وثقافة الأندلس المشهورة حيث نبغ فيها أعلام كبار منهم القاضى عياض وأبو الوليد بن رشد، مؤلف كتاب الأوائل المدونة، والبيان والتحصيل إلى أخر كتبه القيمة .
ومن أهم مدارس الأندلس مدرسة قرطبة ومرسية والمرية وأشبيلية وطرطوشة وغرناطة وغيرها من المدن التى شهدت مساجدها الجامعة نهضة علمية كبيرة إذ كان يقصدها العلماء لتعليم الطلاب فى المساجد الجامعة حتى نهاية عصر الموحدين اى إن المدارس كمنشآت تعلميه لم تظهر فى الاندلس إلا فى عصر بنى نصر و يؤكد ذلك ماذكرة المقري أنة ليس لأهل الاندلس مدارس تعينهم على طلب العلم بل يدرسون جميع العلوم فى المساجد ويحدد ابن الخطيب بداية ظهور المدارس فى الأندلس بعهد السلطان يوسف أبى الحجاج عام 750هـ بقوله (احدث المدرسة بغرناطة ولم يكن بها بعده)
اما فى بلاد المغرب فقد أمدتنا نصوص المؤرخين والرحالة بالكثير عن المدارس التى شيدت فى العصر الموحدى فى بلاد المغرب ومنها : مدرسة مدينة المهدية ومدرسة سلا المغربية ومدارس مراكش إلى غير ذلك من المدارس .
وفى العصر المرينى ازدهرت عمارة المدرسة ولاسيما فى عاصمة ملكهم مدينة فاس التي حلت مكان مدينة مراكش فكانت بحق أكبر عاصمة علمية شهدها المغرب الأقصى ومن الثابت أن معظم المدارس المرينية شيدت فى القرن الثامن الهجرى، الرابع عشر الميلادى الذى يمثل فترة الاستقلال والازدهار .
وشهدت فترة حكم بنى مرين الزناتيون تطورا هاما فى المجال العلمى وتجسد ذلك من خلال بناء المدارس وتأسيس المكتبات وتشجيع العلماء وتوقيف الأوقاف، وإجراء الجريات لصالح العلماء والمدرسين والمؤلفين والخطاطين وقد انخرطت الدولة المرينية بشكل فعلى فى الحركة العلمية بالمغرب الأقصى حيث شارك سلاطينها فى المجالس العلمية .
وتنافس سلاطين بن مرين فى إنشاء المدارس والرباطات والمساجد والتى اعتبرت مراكز لتعليم الطلبة فى شتى المجالات العلمية وركزت الدولة فى المجال الدينى على تدريس أمهات الكتب فى الفقه المالكى ابتداءا من كتاب الموطأ للأمام مالك بن أنس إلى آخر ما كتبه فقهاء المالكية البارزين كمدونه بن سحنون ورسالة أبى زيد القيروانى .. حيث نجد أول من بدء فى ذلك السلطان يعقوب بن عبد الحق المرينى الذى قام بإنشاء مدرسة الشهود او القاضى عام 674هـ أول مدرسة بمدينة مكناس ومدرسة الصفارين بفاس القديمة عام675هـ فتنافس سلفه فى بناء المدارس وأوقفوا عليها الأوقاف وأجروا على الطلبة بها الجرايات، ففى سنة عشرين وسبعمائة أمر السلطان أبو سعيد عثمان ببناء مدرسة دار المخزن بفاس الجديدة ورتب فيها الطلبة لقراءة القرآن الكريم والفقهاء لتدريس العلم وأجرى عليها المرتبات والمؤذن فى كل شهر، وبنى السلطان أبو الحسن حولها سقاية ودار الوضوء وفندق لسكن طلبة العلم وجلب الماء إلى ذلك كله من عين خارج الباب الجديد أحد أبواب مدينة فاس وشحنها بطلبة العلم وقراء القرآن الكريم أوقف عليها رباعا كثيرة ورتب فيها الفقهاء للتدريس وأجرى عليها الأنفاق والكسوة وسمى المسجد (المدرسة) بجامع الأندلس، وقام السلطان أبو سعيد المرينى ببناء مدرسة مجاورة لمسجد جامع القرويين الشهير بفاس وهى اليوم المعرفة باسم مدرسة العطارين سنة725هـ وبنيت على يد الشيخ أبى محمد بن عبد الله بن القاسم المزاور وحضر السلطان أبو سعيد بنفسه فى جماعة من الفقهاء وأهل الخير حتى أسست وشرع بنائها وزودت بطلاب العلم والمؤذنين وقوم يقومون بأمرها ورتب فيها الفقهاء واشترى السلطان عدة أملاك تابعة هذا بالإضافة إلى المدرسة المصباحية بفاس القديمة شيدها السلطان ابوالحسن على747هـ والمدرسة البوعنانية التى قام ببناءها السلطان أبو عنان المرينى بفاس القديمة والتى سميت باسمه سنة (751هـ-756هـ).
المصادر:
- كمال عناني إسماعيل: الآثار الإسلامية في المغرب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2016م
الصور للمدرسة المرينية بسلا
الصور من موقع
Post a Comment